أكد المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، جمال فورار، أن فشل عملية التلقيح التي انطلقت شهر مارس ساهمت بشكل كبير في انتشار مرض الحصبة "البوحمرون"، مشيرا إلى أن التلقيح شمل فقط 45 بالمائة من الفئة المستهدفة، في حين أن البرنامج المسطر كان يهدف إلى تلقيح 95 بالمائة من الأطفال، داعيا المواطنين إلى احترام الرزنامة الوطنية للتلقيح، مضيفا أن أهم عامل ساهم في انتشار داء الحصبة هو عدم الاستجابة لحملات التلقيح، وأوضح المتحدث خلال نزوله ضيفا على فوروم الإذاعة أنه تم تسجيل 6 وفيات من مجموع 4181 حالة إصابة بالداء في 24 ولاية عبر الوطن، مشيرا الى أن تلقيح الأشخاص المحيطين بالمصاب بداء البوحمرون هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يقلص من بؤرة الوباء. 6 مليون أورو تكلفة لقاح البوحمرون وأضاف فورار أن الرزنامة الوطنية للتلقيح تكلف أكثر من 10 ملايير دينار سنويا، بينما كلف اللقاح الخاص بالحصبة 6 ملايين أورو، مؤكدا أن اللقاحات المستعملة على المستوى الوطني هي لقاحات معتمدة من المنظمة العالمية للصحة وأن الجزائر لا تتعامل مع المخابر الطبية غير المعتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة، مضيفا أن معهد باستور يقوم بمراقبة نوعية اللقاحات المستوردة قبل الشروع في استعمالها وتوزيعها على المؤسسات الصحية، أما عن سلسلة التبريد أكد الإطار في وزارة الصحة أن كل علبة لقاح تحوي مؤشرا ذكيا يوضح حالة حفظه وهو ما يكشف عن وجود أي تجاوزات.
البوحمرون في 24 ولاية عبر الوطن وفي ذات السياق وردا على الأخبار التي تحدثت عن نوعية اللقاح وفساده، نفى جمال فورار وجود مشاكل في سلسلة التبريد بالنسبة للقاحات المضادة للحصبة التي وجهت لولايات الجنوب أو مشكل في نوعية اللقاح المستورد، مشيرا إلى أن الوزارة تقتني اللقاحات من مخابر معتمدة دوليا، ولا تكتفي بذلك بل تقوم بمعاينة اللقاح على مستوى معهد باستور ضمن الإجراءات التي تحرص عليها الوزارة الوصية في كل حملات التلقيح الوطنية، موضحا أن الجزائر ليست البلد الوحيد الذي يعرف انتشارا كبيرا لداء البوحمرون فهناك عدد هام من البلدان الأوروبية التي تعرف هذا الداء الذي انتشر في المناطق التي لم يستجب فيها إلى حملات التلقيح. وأوضح فورار أنه تم تسجيل داء البوحمرون على مستوى 24 ولاية، مؤكدا أن كل المؤسسات الصحية في الولايات ال 24 المعنية بانتشار الحصبة تعمل على تلقيح الأشخاص المحيطين بالحالات المصابة "بالبوحمرون" بالإضافة إلى تنقلات الفرق الطبية للمناطق النائية في الصحراء الشاسعة وفي مناطق البدو الرحل. وقد أكد المتحدث ذاته أن وزارة الصحة تتبع نفس الاستراتيجية العالمية الموجهة للقضاء على الحصبة و"النكاف" المختصر بROR، غير أن الحملة التي برمجت خلال شهر مارس 2017 في المدارس عرفت تذبذبا كبيرا بحيث لم يتم الوصول إلى الهدف المتمثل في تلقيح 95 بالمائة من المتمدرسين في الطورين الابتدائي والمتوسط بالرغم من إضافة فترة أخرى في ديسمبر الماضي. وفيما يخص التلقيح، أوضح المتحدث أن 400 ألف شخص تم تلقيحهم، مضيفا أن وزارة الصحة أرسلت فريقا من المختصين إلى الولايتين لتقديم الدعم اللازم وتجنب تسجيل وضعية "وباء"، وأرجع نفس المسؤول ظهور هذه الحالات من الحصبة إلى "تردد الأولياء في تلقيح أطفالهم"، مؤكدا أن تسجيل خمس حالات بمنطقة معينة يعتبر بمثابة حالة طوارئ بالنسبة للسلطات العمومية، ودعا فورارجميع المواطنين إلى التقرب من مؤسسات الصحة العمومية الجوارية لتلقيح أبنائهم. سهام حواس