إن هيئة كبار العلماء في السعودية تخلت عن "الشيخ مقبل" وعن الشيخ "الألباني" رحمة الله عليهم بسبب علمهم ومبادئهم واختلافهم معهم والقصة معروفة عند العامة، لكن الشيخ مقبل عاد إلى "اليمن" وأسس مدرسة لسلفية مستقلة عن هيئة كبار العلماء، أما الشيخ الألباني أصر على إكمال سلسلة الهدى والنور والتي عدت والحمد الله أكثر من ألف شريط، مرت السنين وكان للسلفية بيت يحتوي على أكثر من 22 شيخا، لكن للأسف مازالت تزكيات تأتي عن طريق بوصلة الجرح والتعديل، الذي قال عنه الشيخ الفوزان إنه اجتهاد بشري وضع للتصدي لأصحاب السند في الحديث، فلماذا يصر مشايخ السلفية على إظهار الجانب الذي يؤدي إلى السقوط في فخ التطرف، مقال للشيخ فركوس حوله الجميع إلى تكفير وتظليل وتهويل حتى تكلم عنه العالم كله في الجرائد والقنوات، وهذه الأيام يخرج الشيخ سنيقرة بفتوى عن غلاء الأسعار، حولت إلى تدخل في شؤون الوزارة المكلفة وأنه تعدٍ للخطوط الحمراء حتى صرح وزير الشؤون الدينية أن الشيخ لزهر سنيقرة مجرد جامعي وليس مؤهلا للفتوى، فهل تكونوا سلفيين لله وللأمة ولهذا الوطن بصفتكم جزائريين لكم البطاقة الخضراء، أم تكونوا مجرد سفراء للمملكة السعودية التي قامت بتحليل حتى عيد الحب، كما أنها أحضرت الفنانين من كل بقاع الأرض من أجل أن يتمتع شعبها بالفن على حد قولهم، هل تكونوا مشايخ للدين عبر دائرة الوطن، مثلما يفعل مشايخ السلفية في مصر على غرار الشيخ "رسلان" والشيخ "هشام البيلي" وسماحة الوالد الشيخ "عبد الوهاب البنا " الذين يفعلون كل شيء من أجل "مصر" ، أم ستمر السنين ويبقى الارتباط بينكم وبين هيئة كبار العلماء حتى على حساب الوطن. يا مشايخ السلفية في الجزائر، هل تعلمون أن أتباعكم يشتهون سيرتكم ويحولون الأمر على أنه حرب، يجب أن يبقى فكرهم على الساحة الفكرية لوحده، كونهم يعتقدون أنفسهم أنهم من الفرقة الناجية، ممكن الشيخ "فركوس" أو الشيخ "سنيقرة" أو بقية المشايخ يأتي في كل درس لهم 100 أو 300 جليس، لكن هل تعلمون بقية الأتباع في 47 ولاية أخرى ؟ هل تعلمون أننا يوميا نسمع بعض القصص عن السلفية ؟ وعركهم الذي وصل حتى للأيادي بسبب غلوهم في المشايخ، هناك من يهجر أخيه بسبب شيخه، وهناك من تكلم في أخيه وشوه صورته أمام الناس، وهناك من مرت عليه السنين ولم يستطع إلقاء التحية على أخيه، والسبب تزكية عابرة للقارات وصلت للجزائر عبر ورقة ممضي عليها، العبرة من الإمام "أحمد بن حنبل " تكفي ولو يريدها البعض درسا له، عذبه الخليفة "المأمون" وسجنه، ولم يتفوه بكلمة "نحن" السلفية أو الفرقة الناجية، بل أصر على تحمل حماقات الخليفة "المأمون" على هلاك وطن بأكمله. جمال الصغير [email protected]