غادرت المحامية والمدافعة عن حقوق المظلومين وصاحبة النخوة عن الدين و الشرف المحامية زهية مخطاري في صمت لا يضاهيه سوى صمتها في العمل وتقديم الجهد من أجل إعلاء كلمة الحق قد رحلت صاحبة الجبة السوداء والكلمة البيضاء والأفكار النيرة التي كانت تؤمن بأن الدفاع عن المظلومين رسالة ربانية يجب القيام بها ، وهو ما عملت على تكريسه خلال مسارها الممتد لقرابة 20 سنة في المهنة حيث ان سكان براقي مقر مكتبها يشهدون لها برحابة الصدر و فتح الأبواب للجميع دون استثناء كانت قاسية على الظالمين ورأوفة بالمظلومين،كانت تحمل لقب السيدة وكانت تحمل عطف الأم وكانت تتحمل قساوة الدهر فقد أخوها وأختها منذ شهور وهاهي اليوم تغادرنا الى مكان يذهب إليه الجميع بدون استثناء عاجلا ام أجلا فنحسبها من الخيريين الصادقين ، المحامية زهية امال مخطاري ، كانت لها عدة مداخلات في الإعلام تدافع فيه بشراسة عن ثوابت الامة وتدافع عن مكتسبات الامة وتعدى دفاعها عن ثوابت الامة الى خارج الوطن حيث كانت تشتغل على قضايا الجالية ، هذا ويستشف من طريقة معالجتها لملف الجزائري الاصل و فرنسي الجنسية المغتال بفرنسا محمد مراح بأنه كان بدافع غيرة على أبناء الجزائر كي لا يقتلوا بدون عقاب وكذا دفاعا على شرف القدس لان المعني اغتيل بتلك الطريقة لأنه قتل رعايا يهود بتولوز الفرنسية ، السيدة مخطاري صاحبة الرأي السديد في المناقشة والذكاء في التحليل والروية في التصرف كانت تؤمن بان النضال يكون في حدود المهنة التي يجب ان تؤدى على أحسن وجه وبأخلاقيتها ،أذكر في اخر المرات التي كلمتها فيها دردشنا على الفساد الحاصل في المجتمع من الناحية الماليةو الادراية فقالت لي انها شخصيا ستحاربهم الى اخر يوم ومن أبسط فساد الى اكبر الفاسدين ودون هوادة هذا وكانت المرحومة قد اخبرتني انها تكلمت في أحدى الفرص مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بو تفليقة وطلبت منه ان يسهم في تبوء مهنة الدفاع أحسن المراتب برفع ظلم بعض المتجبرين بأسم القانون عنهم ، هذا وكان زوجها المتوفي يعمل محاميا كما انها ابنتها صارة أختارت المحاماة من أجل اتمام رسالة الدفاع النبيلة من طرف عائلة جبلت على محاربة الظلم والظالمين والانتصار للمظلومين فألف رحمة عليك ايتها السيدة الخالصة المخلصة للدين والوطن. بقلم الطيب سعد الله