تُتابع دولة الاحتلال الإسرائيليّ الانتخابات التي تجري اليوم في تركيّا و"تتمنّى" عبر إعلامها بإخفاق الرئيس التركيّ هو وحزبه حزب العدالة والتنميّة، فيما قالت مُحلّلة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّها تقترح على الجميع بعدم الإسراع في نعي الرئيس أردوغان من الناحية السياسيّة. وبحسب الإعلام العبريّ فإنّ أردوغان قد لا يفوز في الجولة الأولى ويضطر إلى خوض الجولة الثانية في أوّل انتخابات تُجرى بعد الانتقال إلى النظام الرئاسيّ، كما عبّر المُحلّلون في تل أبيب عن اعتقادهم بأنّ حزب "العدالة والتنميّة" الحاكم منذ العام 2002 سيُسجّل فشلاً في الانتخابات، بحيث سيهبط عدد مقاعده في البرلمان. ويأتي هذا ال"تمنّي" على الرغم من أنّ تركيّا هي أوّل دولة إسلاميّة اعترفت بالكيان الإسرائيليّ في الأمم المُتحدّة، وعلى الرغم من أنّ عشرات الاتفاقيات الأمنيّة والإستراتيجيّة تربطهما، وعلى الرغم من أنّ حجم التبادل التجاريّ بين تل أبيب وأنقرة ما زال مُرتفعًا، مُقارنةً بأعوامٍ سابقةٍ، ولكن على الرغم من كلّ ذلك، فإنّ العلاقات بين البلدين تتسّم بتراشق الاتهامات العلنيّة، وتحديدًا من الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان. وفي السياق عينه، نشرت اليوم الأحد صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة خبرًا جاء فيه أنّ وزير الدفاع التركيّ، نورتين كانيكلي، اتهمّ إسرائيل بأنّها قامت ببيع بلاده 10 طائرات بدون طيّار من طراز (هارون)، ولكنّ تبينّ لدى استخدامها لقصف الأتراك في قصف الأكراد بالعراق، أنّها تُعاني من خللٍ تقنيٍّ، الأمر الذي أدّى لفشل العمليات التركيّة، لافتًا إلى أنّ بلاده دفعت ثمن الطائرات مبلغ 190 مليون دولار، في صفقةٍ تمّ إبرامها بين البلدين في العام 2005، وبحسب الصحيفة العبريّة، فإنّ الوزير التركيّ اتهمّ الدولة العبريّة في مقابلةٍ أدلى بها لصحيفةٍ تركيّةٍ بأنّها رفضت تسليم الجيش التركيّ قطع غيار للطائرات، على حدّ تعبيره. وعقبّت الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة على هذه التهمة، حيثُ قالت للصحيفة إنّ الحديث يدور عن اتهاماتٍ باطلةٍ لا أساس لها من الصحّة، مُشدّدّةً على أنّ أقوال الوزير التركيّ هي مُجرّد هلوسة. ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّه بعد فوز إسرائيل بمُسابقة الأغنية الأوروبيّة الشهر الماضي قال رئيس الوزراء التركيّ، بن علي يلدريم، بأنّ إسرائيل قامت بفبركة نتائج المسابقة، على حدّ تعبيره. وفي الأسبوع الماضي، قام الابن الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، يائير نتنياهو بتوجيه إهانةٍ لتركيا على حسابه في إنستغرام، في خطوة تعكس انزلاق العلاقات الثنائية المتوترة أصلاً إلى مستوى غير مسبوق. يائير الذي كان موضوعًا رئيسيًا للعديد من الفضائح كحال والديه، أقدم على نشر صورة في حالته على إنستغرام، تظهر العلم التركيّ وقد كتب عليه كلمة مسيئة شكلت النجمة والهلال اللذان يتوسطان العلم عادة أحد حروفها. وينظر إلى خطوة نجل بنيامين نتنياهو (26 عامًا) على أنّها غير مفاجئة، بالنظر إلى قيامه بخطوات مماثلة تجاه بعض رموز الطبقة السياسية في إسرائيل، مثل رئيس الوزراء السابق إيهود باراك. وتأتي إهانة تركيا والعلم التركي من قبل يائير نتنياهو في خضم أزمةٍ دبلوماسيّةٍ بين البلدين، على خلفية المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيليّ بحقّ الفلسطينيين في غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتبارها من قبل إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، عاصمة لإسرائيل. وردّت تركيا على السلوك الإسرائيلي بسلسلة خطوات، بدءً من استدعاء سفيريها في تل أبيب وواشنطن للتشاور، ثمّ الطلب من السفير الإسرائيليّ في أنقرة مغادرة البلاد وصولاً إلى الطلب من منظمة التعاون الإسلاميّ عقد قمة طارئة لبحث التطورات في الأراضي المحتلة. وكان الرئيس التركيّ أردوغان وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنّه "ضعيف جدًا"، كما وصف إسرائيل بأنها "دولة إرهاب"، وجاءت هذه الخطوة ردًا على انتقاد نتنياهو لعملية غصن الزيتون التي تنفذها تركيا في منطقة عفرين بريف محافظة حلب السورية. وقال أردوغان موجهًا حديثه لنتنياهو: أنت ضعيف جدًا، نحن نكافح الإرهابيين، لكن ذلك لا يعنيك، لأنكم دولة إرهاب، وذلك في سياق ردّه على قول نتنياهو إنّ القوات التركية تمارس الظلم على الأبرياء في عفرين. وتابع موجهًا كلامه لنتنياهو: ليس هناك من يحبك بصدق في هذا العالم. لقد كان الردّ الدوليّ في الأممالمتحدة على خطوتك المتعلقة بالقدس واضحًا. لا يغُرَّنك امتلاكك أسلحة نووية، فهي قد لا تعمل عند الحاجة إليها، على حدّ تعبيره. وكان الرئيس التركيّ قد اتهم إسرائيل بارتكاب ما وصفه بالهجوم غير الإنساني، واعتبر أنّ إسرائيل سوف تلقى جزاءها على ما تقوم به من ظلم للفلسطينيين. وردّ نتنياهو بقوله إن الجيش الإسرائيليّ هو أكثر الجيوش أخلاقًا في العالم، ولن يقبل المواعظ ممّن يقوم على مرّ السنين بقصف السكان المدنيين دون تمييز، بحسب قوله.