غادر السفير الإسرائيلي في تركيا، الخميس، أنقرة بعد صدور أمر برحيله المؤقت عن السلطات التركية التي تشن هجوما عنيفا على إسرائيل منذ استشهاد عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة الاثنين. وكان الإعلام التركي التقط صورا للسفير ايتان نائي وهو في مطار اسطنبول عائدا إلى تل أبيب. وظهر السفير وهو يجرُّ حقيبة صغيرة ويعبُر بوابات الكشف الإلكترونية مثل أي راكب عادي. وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأربعاء باستدعاء القائم بالأعمال التركي في إسرائيل إلى مقرها في القدس، لتقديم احتجاج على ما وصفته في بيان بأنه "معاملة غير لائقة" لسفيرها ايتان نائي لدى مغادرته مطار اسطنبول. وقال البيان إن نائي أخضع "لتفتيش أمني صارم أمام الإعلام التركي الذي حضر بعد أن طُلب منه ذلك". وأثناء مغادرة نائي البلاد أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها طلبت أيضا من القنصل الإسرائيلي العام يوسي ليفي سافري مغادرة تركيا "لبعض الوقت"، غداة إجراء مشابه اتخذته إسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس. وتزامنت الأحداث الدامية في غزة الاثنين مع تدشين السفارة الأميركية المثير للجدل في القدس، وهو إجراء شكل قطيعة مع عقود من الإجماع الدولي. وبررت إسرائيل استخدام القوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين ب"ضرورة حماية حدودها" التي اتهمت الفلسطينيين بمحاولة اقتحامها. وقال اردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقود "دولة عنصرية" ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني. وتصاعد حدة التوتر قد ينسف عملية التطبيع الهشة بين البلدين التي أطلقت في جويلية 2016 بعد أزمة دبلوماسية خطيرة بسبب هجوم إسرائيلي على سفينة تابعة لمنظمة تركية غير حكومية كانت تتجه إلى غزة في 2010. وندد اردوغان الأربعاء بالصمت الدولي إزاء "الطغيان الإسرائيلي"، قائلا "إذا استمر الصمت إزاء الطغيان الإسرائيلي فإن العالم سيغرق سريعا في فوضى تكون فيها الكلمة الفصل للخارجين عن القانون". وأضاف أن أعمال العنف في غزة كشفت أن "الأممالمتحدة قد انهارت". ومن المقرر أن ينظم تجمع دعما للفلسطينيين اليوم الجمعة عند الساعة 12:00 ت غ، في اسطنبول بدعوة من أردوغان تحت شعار "وقف الطغيان". إضافة إلى التظاهرة، يستضيف أردوغان في اليوم نفسه اجتماعا استثنائيا لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم الجمعة لإدانة أحداث غزة الدامية ودعم الفلسطينيين. وأكد أن المنظمة "ستوجه بهذه المناسبة رسالة قوية إلى العالم". وتحادث أردوغان هاتفيا مع عدد من القادة العرب بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيراني حسن روحاني، لكن مستوى المشاركة في الاجتماع الذي وصفته أنقرة ب"القمة" غير معروف. في حين بلغت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين ذروتها، نشر يائير نجل نتانياهو على انستغرام صورة لعلم تركيا تعترضه عبارة "لتذهب تركيا إلى الجحيم"، حسب الإعلام الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم أسرة نتانياهو في بيان "يائير نتانياهو شخصية غير سياسية وبالتالي حسابه على انستغرام خاص". ودعا وزير السياحة الإسرائيلي الإسرائيليين إلى عدم السفر إلى تركيا، وذلك بعد تصاعد حدة الخلاف الدبلوماسي بين الجانبين في أعقاب استشهاد عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة. وتجدر الإشارة إلى أن تركيا مقصد مهم للسائحين الإسرائيليين. ووفقا لهيئة الإحصاء التركية فقد زار نحو 380 ألف إسرائيلي تركيا في عام .2017 وكان عدد السائحين الإسرائيليين الذين زاروا تركيا قبل عشر سنوات قد تجاوز 550 ألف زائر في عام واحد. ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس الخميس عن الوزير ياريف ليفين القول: "أقول بكل وضوح: لا تذهبوا إلى تركيا. وكنت أقول ذلك حتى قبل الأحداث الأخيرة". وشهدت العلاقات بين الجانبين توترات على مدار السنوات الماضية، إلا أن الأمر تدهور بعد استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا على أيدي قوات إسرائيلية خلال المشاركة في مظاهرات على الحدود الشرقية لقطاع غزة الاثنين الماضي. وزعمت إسرائيل أنها كانت تحاول منع "الإرهابيين" من الوصول لأراضيها. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما حدث بأنه "إبادة جماعية". وطالبت تركيا السفير الإسرائيلي في أنقرة بمغادرة البلاد. وردت إسرائيل بدورها بمطالبة القنصل العام التركي في القدس بمغادرة البلاد. وكانت تركيا قد استدعت سفيرها من تل أبيب. وقال ليفين إن إسرائيل مهتمة بالحفاظ على العلاقات التجارية مع تركيا، وشدد على أن "هذه العلاقات مهمة لنا ومهمة لهم". وكالات