إعداد: سارة بانة يقال في عالم ريادة الأعمال أنجح المشاريع هي تلك القادرة على تغطية احتياج ما، ولربما نجاح ثورة السوشيال ميديا ارتبط أيضا بحاجة الناس لوسائل ومساحات للتعبير عن أنفسهم ومشاركة آرائهم بعدما كانت الفرص قليلة لبلوغ ذلك في زمن الإعلام التقليدي، إلا أن هذه الثورة أظهرت مفاهيم مختلفة مثل “المواطن الصحفي” “البوتكاس”. لكن انتشار هذه الظاهرة الجديدة مثل citizen journalist “يثير التساؤل اليوم خاصة بعد منح الفرص العديدة للفاشينيستا في التلفزيون وحتى اعتماد الكثير من شركات الإنتاج عليهن لإنتاج البرامج وتحقيق نسب متابعة هائلة ليصبحن من المؤثرات على الرأي العام، هل فعلا هؤلاء مؤهلات لممارسة السلطة الرابعة والتأثير على الرأي العام؟ الإعلامية مايا مجذوب ونجمة برنامج أنسيادر ل”الحوار”: على الإعلام التقليدي أن يطور من نفسه وتحديث منبره في تصريح للإعلامية مايا مجذوب نجمة برنامج انسايدر حول موضوع منافسة السوشيال ميديا وروادها للإعلام التقليدي والإعلاميين ذكرت بأنها لا ترى الموضوع هاجساً بقدر ما هو فرصة وتحدٍ للإعلام التقليدي لتطوير نفسه وتحديث منبره وقدرته على مخاطبة المشاهد باتجاه أفقي لا عاموديّ، عبر إنتاج محتوى تفاعلي يمد جسور التواصل مع المشاهد ويفيد من مساهمته وآرائه. فاليوم حسب رأيها المشاهد أكثر قوة من ذي قبل، لم يعد فقط مستهلكا بل أيضا ناقدا مؤثرا ومنتجا للمحتوى الإعلامي، وباتت لديه منابر مجانيّة على مواقع التواصل للتعبير عن رأيه ونقد ومحاسبة الإعلام التقليدي. لكن وبرغم تعاظم نفوذ المشاهد وتنامي ظاهرة ما يُعرف ب “المواطن الصحفي” أو "Citizen Journalist" والتحديات التي فرضتها على مهنة الصحافة التقليديّة، إلا أنه لا يمكن أن تسقط مثلاً برأييّ مهنة الصحافي المُتخصص، لما فيها من مراعاة للشروط والأصول المهنيّة من موضوعيّة ودقةّ في نقل المعلومة وغيرها، والتي نفتقدها عامةً لدى المواطن الصحفي. الإعلامية المصرية لميس سلامة: يمكن للفاشينيستا أن تحل ضيفة إلا أنه من المستحيل أن تحل محلها في نفس الموضوع، استنكرت الإعلامية لميس سلامة في تصرح لها عبر “الحوار” إمكانية حلول الفاشينستا محل الإعلامية، وذلك لأن المكانة غير مناسبة لماهيتهن، كما أنه وحسب وجهة نظرها المشاهد اليوم أصبح أكثر فطنة وذكاء مما يمكنه من التفرقة بين الاثنين. وفي نفس السياق ذكرت الإعلامية اللبنانية جمانة مراد أنه وللأسف مستوى التنافسية بين وسائل الإعلام أوصل بعض النماذج المشار إليها إلى منصات الإعلام الرئيسية وأسهم في ذلك إلى حد كبير في مختلف وسائل التواصل. ///////////////////// الإعلامي وخبير الأزياء جمال نذير ل”الحوار”: هذا هو المفهوم الصحيح للفاشينيستا وبين الحقيقة والتحريف يقع الكثير من الهواة في خطأ التعريف بأنفسهم بألقاب لا يتمتعون بصفتها، فالفاشينستا بالمفهوم الصحيح قلما تتطابق مع مواصفات الناشطين عبر هذه المواقع، وفي هذا السياق أكد الإعلامي وخبير الأزياء جمال نذير أن الفاشينيستا في مفهومها هي الفتاة أو المرأة المتابعة لكل صيحات الموضة وآخر إطلالاتها، فحسب رأيه ليست متابعة نظرية فقط بل سلوكية أيضا، حيث تعكف على ارتداء آخر الإطلالات والظهور في صورة أنيقة، كما أضاف محدثنا قائلا: الفاشينيستا مصطلح كان يرتبط سابقا بالنجوم والمشاهير لكن صار الآن متاحا لكل أنثى خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص انستغرام، حيث نجد في الوطن العربي نساء كثيرات بملايين المتابعين الذين ينتظرون آخر اطلالاتهن. هل يمكن للفاشينيستا أن تتحول إلى إعلامية ؟ وكإجابة عن هذا السؤال صرح لنا الإعلامي وخبير الأزياء نذير جمال قائلا: عاش من عرف قدره مثلما يقال، ولكل اختصاصه، فالفاشينيستا الحقيقية قد تفقه في الألوان والموضة وآخر صيحاتها، لكن التأهيل الإعلامي لا يمكن الوصول اليه عن طريق قراءة رؤوس أقلام أو مشاهدة كليبات، فالفاشينيستا لن تستطيع معرفة الفرق بين مقال استقصائي ومقال تحليلي وإن عرفت فلن تستطيع إنجازه في فترة وجيزة بل تحتاج لممارسة طويلة، فالإعلام أكثر تعقيدا ويحتاج لتناغم بين عدة عناصر مثل الموهبة، الثقافة، الفصاحة وحسن المظهر إذا ما تعلق الأمر بمذيعة، في حين أن الفاشينيستا تحتاج لمعرفة الموضة ومظهر لائق، لهذا وجب على كل فاشينيستا تريد الفوز بلقب إعلامية أن تجتهد وتطور من امكانياتها ومهاراتها ولا تكون مثل الكثيرات اللواتي نشاهدهن اليوم فهن يظهرن في غاية الجمال على الشاشة لكنهن عاجزات عن نطق جملة دون ورقة. الإعلام ليس حكرا على أحد لكن له أصوله وقواعده التي يجب احترامها، الفاشينيستا تنتمي لعالم الموضة والإعلامية تنتمي لعالم الصحافة”. ورغم اختلاتط المفاهيم إلى أنه تبقى معادلة الإعلام مختلفة على معادلة كل من المسمسيات المتعلقة بالسوشيل ميديا إلا أن الإنسان وحده قادر على على تشكيل بصمة خاصة وبناء شخصية مؤثرة تمكنه من إيصال الرسالة التي يؤمن بها، سواء عبر استغلال هذه الوسائل التي بات التسليم بوجودها أمرا لا مفر منه، الألقاب في زمن استسهالها لم تعد لعبة الشخصيات العميقة التي تحلل وتعاين قبل أن تستهلك المعلومة، إلا أنه من المؤسف أن تأثير رواد مواقع التواصل الاجتماعي والذين لا يتقيدون بأي قيد يكون غالبا على فئة المراهقين، مما من شأنه أن يحدث تأثيرا سلبيا على قيم المجتمع. وفي ظل هذه الفوضى والتي نعاني من الخلط في مفاهيم أصحابها قبل الفئة التي المتأثرة بهم، نقول: نجح امرئ عرف ماهية نفسه.