عُرفت بجرأتها في تناول القضايا الوطنية والعربية دون خوف أو تردد، وبِحدّتها في الرد على مُخالفيها ومُنتقديها وكل من يمس ثوابت الأمة دون كلل أو ملل، كما عُرفت بِرقتها وعذوبتها في تناول القضايا العاطفية والإنسانية، انبهر بها الكِبار وأكدوا مجتمعين على إبداع وتميز قلم فايزة سعد لعمامري الذي لا تشوبه شائبة. نشرت لها العديد من المقالات في مواقع إعلامية منها العربية، كما كان لها عمود أسبوعي ثقافي في جريدة “الحوار” الجزائرية. هي عضو سابق في اتحاد الكتاب الجزائريين، وعضو حالي في الرابطة الوطنية لأهل القلم، ساهمت في العديد من النشاطات الثقافية حضورا ومشاركة. * بداية، لماذا اختارت فائزة سعد لعمامري أدب الرسائل في إصدارها الجديد “بربرية الدم عربية الهوى”، وليس الرواية أو القصة القصيرة؟! -بكل صراحة لم أقم باختيار أدب الرسائل، ولم أفكر يوما في هذا الفن، إنما كان قدرا أدبيا اختارني وقدرا إلهيا أيضا، وهذا النوع الأدبي تلاشى أمام جبروت الأدب القصصي خاصة الرواية، وبرغم ذلك فإن أدب الرسائل يبقى نوعا وفنا قديما له قيمة جمالية استثنائية، وقد سبقنا إليه الأولون من مراسلات محمود درويش وسميح القاسم، إلى مراسلات غسان كنفاني وغادة السمان، كافكا وميلينا. * افتتحتِ الكتاب بمقدمة عنيفة جدا قلتِ إنها موجهة لدعاة الفتنة على حد وصفك، لماذا هذه الحِدّة؟ – والله هي ليست حِدة ولا حتى عُنفا، إنما هي القوة والجدية، فائزة فقط تتعامل مع القضايا المصيرية للأمة بصرامة شديدة وحزم، خاصة ما أشعر أنه يشكل خطراً وتهديدا على وطني، وبالتالي الموقف استدعى مني تصعيدا في الخطاب. * ما هو محتوى رسائل “بربرية الدم عربية الهوى”؟ – هذا الإصدار الذي أثار جدلا بسبب دلالة عنوانه، قد تحدثت عن محتواه في العديد من المنابر الإعلامية وصار معروفا أني تناولت فيه أحاديث الهوى وأحاديث الهوية بشكل رمزي، التعايش الثقافي بين مختلف الأعراق، فلسفة الحياة الوجدانية والإنسانية، وبعض القضايا الاجتماعية والوطنية، والرسائل تحمل صبغة عاطفية بلغة شاعرية. * أشار الأديب الدكتور عزالدين جلاوجي في كلمته عنكِ وعن إصدارك الجديد أن قلمك من طينة الكبار، وشبهك بالكاتبة اللبنانية “مي زيادة”، الكل يعرف وزن كتاباتها وكذلك قصتها، فما الذي يقصده د.جلاوجي بهذا التشبيه ؟! – والله أستاذنا المكرم عزالدين جلاوجي من بين الأسماء الأدبية الجزائرية التي تشرفت بقراءتها للعمل وأعرب عن دهشته من طاقات قلمي واحترامه فِيَّ ما سماه بالجرأة الأدبية والجرأة السياسية.. يبقى السر في تشبيهه لي بالكاتبة الفلسطينية-اللبنانية مي زيادة، السيدة التي أحبها العديد من الأدباء: الرافعي، العقاد، طه حسين، جبران خليل، ربما أستاذنا أسقط رسائل بربرية الدم عربية الهوى عَلَيّ وبالتالي هذا سبب تشبيهه لي بها. فقط تجدر الإشارة أني تشرفت أيضا بقراءة الشاعرة القديرة زينب الأعوج للعمل، وأكدت لي على جمال نصوصي وتميزها.. وأسماء أكشفها لاحقا، يعني هي شهادات تمنحنا قوة للاستمرار وتقديم الأفضل إذا توفرت لنا هوامش للحرية أكثر اتساعا في هذا البلد. * تداولت بعض المواقع الإخبارية أن العمل رُفض من طرف مديريتين للثقافة بسبب العنوان فقط، دون الاطلاع على محتواه، برأيك لماذا يثير موضوع الهوية حساسية البعض في الجزائر؟! -موضوع الهوية من المفروض أن أمره قد حُسم في بيان أول نوفمبر الذي يُقر بالإسلام دينا للدولة، ويُقر بالبُعد العربي للأمة الجزائرية مثلما يُقر بالبُعد الأمازيغي لهذه الأمة من خلال إشارته إلى شمال إفريقيا، لا يُلغي عنصر عنصرا آخر، والجميع له الحق في حماية موروثه الثقافي والاحتفاظ بمكتسباته عن أجداده، المكتسبات التي تعكس شخصيته.. ولكن مع الأسف فيه أطراف لها أغراض خبيثة تشتغل على إثارة الفتنة ونهش اللحمة الوطنية، وهي السبب المباشر في هذه الحساسيات، وجب محاربتها، أما بخصوص التضييق على إصداري، إصداري يرعب مسؤولي الثقافة من عنوانه المثير، لكنهم لم يطالعوا محتواه، ومخاوفهم من أن يشعل كتابي النبيل فتنة هي مخاوف غير مبررة إطلاقا، ومن العار التعامل مع مُؤَلف من عنوانه فقط. * أصبح المثقف بعيدا عن ممارسة الحياة السياسية، وجل تركيزه على العمل الأدبي، هل تعتقدين أن المثقف غائب أم مُغيب؟ – والله هو واقع مؤلم جدا، وشخصيا كتبت في الموضوع قبل عامين تقريبا من الآن، المثقف قاموا بتغييبه، المثقف لا يمتلك لقمة العيش، المثقف معرض لخطر السجن والإقصاء من المشهد الإعلامي.. وبالتالي صار منشغلا بنفسه، منشغلا بسفائف الأمور كأقصى تقدير، منشغلا بطريقة الخلاص من الحياة التي أخذت منحى تراجيديا في بلده، يواجه المشاكل والعراقيل التي يواجهها أي مواطن عادي.. المُثقف مُغيب ثم غائب لأنه لم ينتفض وينفض الغبار عن نفسه. حاورتها: لطيفة سدراية