– جريدة “الحوار” الجزائرية أكدت علو كعبها إعلاميا ومن حيث المقروئية حاوره: سمير تملولت عبد العزيز بوكفوسة، إعلامي شاب متمكن، يشغل حاليا مدير إذاعة الشلف الجهوية، مشوار إعلامي حافل استهله بالعمل مع عدة صحف مهمة، من بينها “صدى وهران”، “الخبر الأسبوعي” و”الهداف الرياضي”. التحق عقب ذلك بإذاعة الشلف، حيث تدرج فيها كمنشط، ثم رئيس قسم الإنتاج، ليعين سنة 2016 على رأس الإذاعة ذاتها. وفي هذا اللقاء الذي جمعه ب”الحوار”، تحدث بوكفوسة، عن مشواره الصحفي، وأهم المحطات التي طبعت مسيرته المهنية، كما عرج في حديثه معنا على جهود إذاعة الشلف في مرافقة جهود التنمية. ماهي محاور اهتمامات إذاعة الشلف من موقعها كوسيلة إعلامية جوارية؟ أولا، اسمحوا لي بداية أن أشكر جريدة “الحوار” الجزائرية التي أكدت علو كعبها إعلاميا وأصبحت رائدة من حيث نوعية الأخبار المتناولة، وهي الآن من الجرائد النموذجية وطنيا من حيث المقروئية. وبخصوص سؤالكم، فإذاعة الشلف بصفة عامة كباقي الإذاعات الأخرى من المسموع المحلي تهتم بالإعلام الجواري بالدرجة الأولى وتعنى بانشغالات ساكنة الولاية وتعد همزة وصل بين المواطن ومسؤولي الولاية من منتخبين ومديرين تنفيذيين. وفي هذا السياق، كسبنا ثقة المواطن لأننا عملنا على لمس كل جوانب اهتماماته اليومية لربما بعض النقاط التي يعتبرها البعض الآخر صغيرة ولكن بالنسبة لنا نحن فهي كبيرة جدا لأنها من صميم ما يطلبه المواطن، الذي يلعب الدور الرئيسي والركيزة الأساسية في العمل الإذاعي، بالإضافة إلى تقديم معلومات وأخبار ذات طابع وطني أو حتى دولي حسب أهمية الحدث. ما نصيب الأحداث والنشاطات الاجتماعية والسياسية والتنموية من التغطية؟ نغطي الأحداث والنشاطات بتسليط الدور على مختلف الظواهر والانشغالات، ونسلط الضوء على كل محور في حصص ذات قالب اجتماعي وتربوي بهدف تحسيس المواطن بها، على غرار برنامج “آفاق تربوية”، “نافذة على المجتمع” و”ثقافة وأدب”…الخ. أما بخصوص الأحداث السياسية فنواكب الأحداث والاستحقاقات عبر كل زمان ومكان، وهناك حصص قارة تعنى بهذا الجانب على شاكلة برامج “المشهد” و”حوار الساعة”، علاوة على الفقرات والأركان المخصصة لهذا الجانب في كل مناسبة، بحيث هناك استحقاقات قادمة في غاية الأهمية نحن مجندون لها تقنيا وبشريا لنقل كل كبيرة وصغيرة عن حيثيات ذلك، وفق جهد إعلامي إذاعي رفيع المستوى، وباحترافية متميزة. ماذا عن المعايير المعتمدة في انتقاء وإعداد البرامج الإذاعية؟ هذا يتماشى وتوجهات الإذاعة الجزائرية إلى دراسة خصوصيات كل منطقة بما تتميز ورغبات المستمعين، فيتم تعديل شبكة البرامج التي تلبي أذواق وتطلعات أغلبية المواطنين والمستمعين، على سبيل المثال لا الحصر، هناك برنامج “من عمق الشلف” الذي يعده ويقدمه الصحفي إسماعيل خضراوي، ينتقل من خلاله طاقم البرنامج كل أسبوع إلى إحدى بلديات الولاية، حيث يتم إعداد بلاطو بعين المكان مع المنتخبين ولجان المجتمع المدني، ويتم النقاش ومعالجة انشغالات المواطنين التنموية آنيا، وهو المسعى الذي ثمنه السكان هذا العام، واعتبروا هذا البرنامج بمثابة جرعة أكسجين أثلج صدورهم، وجعلهم يقتربون من مسؤوليهم ومنتخبيهم ومحاورتهم عن كثب، وسماع الإجابة فوريا بكل شفافية وموضوعية. كيف تتواصلون مع باقي المؤسسات والهيئات في القطاعات الأخرى؟ يتم التواصل من خلال المؤسسات المحلية والمديريات التابعة للوزارات، كما يتم استضافة رؤساء ومسؤولي البلديات والمسؤولين المحليين، كما ننقل كل الزيارات الوزارية والمحلية، بتغطية إخبارية آنية من موقع الزيارة، كما هو الحال مع زيارة وزيرة البيئة، فاطمة الزهراء زرواطي، وقافلة البيئة الخضراء التي حطت الرحال بالشلف مؤخرا، رفقة وفد يضم إعلاميين وفنانين ورياضيين، وقد خصصنا فقرات وحصص نموذجية لهذا الغرض، ناهيك عن التغطية الإخبارية التي تناولت الزيارة. هل هناك تنسيق مع إذاعات أخرى؟ أجل، هناك تنسيق كبير مع إذاعات أخرى، بتوجيه من المركزية، بتبادل البرامج، على غرار برنامج “جسور” مع إذاعات المديةوالشلف وأم البواقي والبيض وبجاية، فعلا هو جسر للتواصل الإذاعي وتبادل المواضيع مع خصوصية كل محطة إذاعية في هذا المجال، وهو عمل ناجح بكل المقاييس حاليا. إذاعة الشلف الجهوية كانت من الإذاعات السباقة التي بادرت ببث الأخبار والبرامج باللغة الأمازيغية، حدثنا عن تجربة الإذاعة في هذا الشق، وما تقييمكم لآداء ومسيرة القسم الأمازيغي؟ فعلا إذاعة الشلف من بين المحطات النموذجية في بث الأخبار والفقرات والبرامج باللغة الأمازيغية، وتجسد هذا سنة 2005. ومع مرور السنوات، أصبحت هناك برامج إخبارية بالأمازيغية على مر أسبوع كامل، بين دينية وإنتاجية وترفيهية، تستقطب جمعا كبيرا من المستمعين عبر 35 بلدية بالشلف، وحتى الولايات المجاورة، على غرار غليزان، عين الدفلى، تسمسيلت وتيبازة، وبنسبة تضاهي 25% من البرامج والفقرات بالأمازيغية المدرجة في الشبكة البرامجية العادية كل موسم. يشتكي عدد من قاطني الولاية في بعض البلديات، خاصة النائية منها، من ضعف التغطية لإذاعة الشلف الجهوية، ماهي مساعيكم لتدارك هذا الأمر؟ هناك نقطة واحدة تعيش بعض التذبذب بين الفينة والفينة الأخرى، وهي منطقة وادي قوسين الساحلية، والتي تبعد عن عاصمة ولاية الشلف بزهاء 80 كلم، غير أن مصالح مركز البث الإذاعي على دراية بهذا الأمر بمعية رئيس البلدية، حيث أخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار، وسيتم حلحلة هذا التذبذب بشكل نهائي قريبا. وماهي أولوياتكم وتطلعاتكم المستقبلية؟ بعبارة واحدة ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي هو التواضع، ومن هنا أقول، وإذ نحن نعيش اليوم في جزائر السلم والسلام، فإن الوطن الغالي يستوقفنا لخدمة بلادنا بصدق وتفان وبسالة والتزام، ولنقول كلمة الحق في فائدة البلاد وشعبها، وللسهر على صون سلامتها، وعربون الثناء والإشادة لمعالي وزير الاتصال، والسيد المدير العام للإذاعة الوطنية، وكذا مدير تنسيقية الإذاعات المحلية، ووالي ولاية الشلف، لما وفروه لنا من توجيهات قيمة وإمكانيات معتبرة ومناخ إعلامي مريح لتكون إذاعة الشلف قطبا ومنبرا إعلاميا يستقطب عموم المستمعين عبر ربوع الولاية والجهات المتاخمة لها، فنسأل الله التوفيق والسداد لما فيه الخير للبلاد والعباد. ماذا عن أهم المحطات التي طبعت مشوارك الإعلامي؟ تحصلت سنة 2005 على جائزة أحسن معلق عربي بالأردن في البطولة العربية للأندية البطلة للكرة الطائرة سيدات، والتقدير نفسه في البطولة العربية للأندية للكرة الطائرة رجال بسوريا سنة 2016. وفي سنة 2007 كانت لي خرجات في تغطيات قارية مع أولمبي الشلف لكرة القدم في السودان، والألعاب الإفريقية التي جرت بالجزائر، والتغطية كانت بامتياز سنة 2007، كما كرمت من قبل معالي وزير الشباب والرياضة السابق، يحي قيدوم، في البطولة الوطنية المدرسية بالأغواط، وغيرها من الأوسمة والتكريمات. وفي سنة 2015، عينت على رأس قسم الإنتاج بإذاعة الشلف، وسنة 2016 عينت كمدير لإذاعة الشلف. وبالمناسبة، أنا ممتن للسيد المدير العام، شعبان لوناكل، على الثقة التي وضعها في شخصي، وهي وسام مرصع يبقى محفوظا في مشواري الإعلامي والإذاعي. هل من كلمة أخيرة تود أن نختم بها هذا الحوار؟ أنا ممتن لكم وللمشرفين على جريدتكم على إتاحتكم لنا هذه الفرصة، والشكر الموصول لكم ولقرائكم. وأود أن أقول أننا في إذاعة الشلف نبذل قصارى الجهود من أجل أن ننور الرأي العام و كذا مستمعينا الأوفياء، ونسعى لبلوغ مصاف العمل الإذاعي المحترف والمقنن، وأن نكون نبراسا يضيء للجميع، وهذا ما يدفعنا إلى مواصلة المسيرة الإعلامية بكل تواضع واعتزاز.