حذّر المجلس الوطني الجزائري الفرنسي السبت أفراد الجالية الجزائرية بفرنسا من الخروج إلى الشارع إلا للضرورة لتفادي أي حادث من شأنه المساس بحياتهم بالنظر إلى الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الفرنسية باريس وبعض المدن المجاورة والتي ارتفع سقف مطالبها إلى الدعوة إلى رحيل الرئيس ماكرون.وطالب المجلس الوطني الجزائري الفرنسي من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا بأخذ الحيطة والحذر وعدم الخروج من بيوتهم إلى غاية عودة الهدوء إلى الشوارع التي تشهد اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب و المتظاهرين من أصحاب “السترات الصفراء” الذين رفضوا العدول عن الاحتجاج بالرغم من تراجع الحكومة الفرنسية عن الزيادات التي أقرتها في وقت سابق.ودعا المجلس الجزائريين الذين ينوون التنقل إلى فرنسا أن يؤجلوا سفرهم إلى وقت لاحق كون الظروف التي يشهدها البلد لن تكون في صالح المسافرين القادمين إليها.وشهدت العاصمة الفرنسية باريس نهار اليوم إطلاق قوات الأمن الفرنسي الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في محيط قوس النصر بالعاصمة باريس حيث أصابت عشرات المتظاهرين من “السترات الصفراء” كما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن اعتقال أكثر من 500 شخص منذ الصباح.وقد خرجت حركة “السترات الصفراء” في ” سبت أسود ” في تظاهرات جديدة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطالبة يرحيله بعد أن كانت في وقت سابق تطالب بالاستجابة لانشغالاتها.وبهذه الطريقة تكون الاحتجاجات في فرنسا قد دخلت أسبوعها الرابع تنديدا بارتفاع الضرائب وتراجع القدرة الشرائية إلا أن الملاحظ هو ظهور حركات وسط المتظاهرين تجاوزت المطالب الاجتماعية ورفعت شعارات سياسية.وحذر وزير الداخلية كريستوف كاستانير بأن “القوة ستبقى للقانون من خلال اتخاذ تدابير أمنية واسعة النطاق تم اتخاذها لهذه المناسبة، ومن ضمنها استخدام آليات مدرعة لقوات الدرك قادرة على إزالة السواتر التي قد ينصبها المحتجون في العاصمة”.وتراجعت الحكومة عن فرض زيادة ضريبة على الوقود، وهو الإجراء الذي أشعل الأزمة بالأساس غير أن ذلك لم ينجح في وقف حركة لا يؤطرها سياسيون ولا نقابيون ولا شخصيات معروفة وهي تتطور خارج الأطر المحددة وسط مخاوف أن تتحول إلى ” خريف فرنسي”.ويعترف جميع المحللين السياسيين أن ” الملاحظ مع تطور احتجاجات حركة “السترات الصفراء” ظهر نوع من الرفض لشخص الرئيس ماكرون والذي أصبح وقود هذه الحركة الاحتجاجية حيث أصبحوا يطالبون برحيل الرئيس الفرنسي”.وتزايدت في الأيام الأخيرة الدعوات إلى الرئيس من أجل أن يشرح موقفه للفرنسيين وقد صدرت عن المحتجين من ” السترات الصفراء” وعن المعارضين وحتى نواب الغالبية بغرض إطفاء ” غضب المتظاهرين الذي أصبح يثير دهشة المتابعين للأوضاع السياسية الحالية في فرنسا متسائلين عن مصدر كل هذا الغضب الذي يشهده الشارع الفرنسي والذي يكنه للرئيس”.وامتنع ماكرون الذي يتهمه منتقدوه في غالب الأحيان بأنه “رئيس الأثرياء” عن الإدلاء بأي تصريحات علنية منذ السبت الماضي، حين تطرق إلى الأزمة بشكل عابر على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إن الرئيس الذي يدرك أنه يجسد نقمة قسم كبير من الفرنسيين بعدما انتخب عام 2017 على أنه رجل التغيير والتجدد، “لا يود صب الزيت على النار وبالتالي لا ينوي التكلم في الموضوع”. مالك رداد