الدكتور محيي الدين عميمور بمناسبة اليوم العالمي للغة الضاد: لست متفائلا بمستقبل العربية في الجزائر هذه حقيقة اهتمام بومدين بوردة الجزائرية قال وزير الثقافة الاسبق محيي الدين عميمور ان اللغة العربية اليوم ليست بخير، مؤكدا ان المسؤولية يتقاسمها جميع الفاعلين في المجتمع وليست الدولة وحدها. حنان. ط أعرب الدكتور محيي الدين عميمور، على هامش تكريمه صبيحة امس من قبل جمعية الكلمة للثقافة والإعلام في مقر الجاحظية ومنحه وسام خادم اللغة العربية، عن عدم تفائله بواقع لغة الضاد في الجزائر، وقال: “انا لا اعتقد ان اللغة العربية بخير، وحان الوقت لنتفق جميعا في هذا الموضوع، هناك خطأ في مسيرة العربية” مبديا في السياق ذاته عدم تفائله بمستقبل العربية في الجزائر. لنطرح سؤال: لماذا يُعتبَر الانسان المثقف المعرب انسانا متخلفا؟ علينا أن نراجع أنفسنا.. ودعا عميمور الى ضرورة مراجعة انفسنا، وأن يكون لنا دور في هذه المرحلة، ونعلم كيف ندعم بعضنا البعض. وقارن المحتفى به بين العربية والفرنسية، هذه الاخيرة -حسبه- نجحت لأن برنامجها واحد على مر سنوات طويلة. ووجد عميمور في اللقاء فرصة للحديث عن المعربين حيث قال: “المعربون يتخاصمون دوما، ولم نتعلم ان ندافع عن بعضنا البعض”. وحمل عميمور كل الفاعلين في المجتمع مسؤولية وضع اللغة العربية اليوم في الجزائر، وأبرز ان الدولة لا تتحمل الوضع وحدها. وتوقف وزير الثقافة الاسبق للحديث عن الرئيس الراحل هواري بومدين وعلاقته بوردة الجزائرية وعبر قائلا: “سئلت مرة اثناء اجراء لقاء صحفي عن سر اهتمام الرئيس الراحل هواري بومدين بالفنانة وردة الجزائرية، وأعرف ان الكثير منكم يجهل الامر، بومدين عاش في القاهرة، وهناك أدرك أن الشيء الذي يرسخ العربية في الشارع هو الغناء، وهذا ما حدث في مصر مع ام كلثوم، عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، ومن هنا جاءت فكرة بومدين في ان تمثل وردة الجزائر”. وفي سياق حديثه عن بومدين، ذكر عميمور لماذا اختاره عام 1970 كطبيب مكلف بالحجر، بعد ان انتشر داء الكوليرا، وقال: “كنت مكلفا بالحجر على مستوى مطار الجزائر، وأعترف انني بالغت كثيرا في الامر.. حدث ان زار الجزائر وفد عربي وكانوا لا يملكون بطاقات التطعيم، فقمت بالحجر عليهم، وتدخلت الرئاسة في الامر ورفضت الامر الا بوثيقة، وفيما بعد علمت انه هواري بومدين كان على علم بالأمر ولم يتدخل في قراري”. بومدين كان يقول لي: ما دخلك في العربية؟ واستعرض وزير الثقافة الاسبق، خلال حديثه عن علاقته باللغة العربية، والتي ترجع الى سنوات طويلة، وذكر بالخصوص: “سي بومدين كان يقول لي دائما ما دخلك في اللغة العربية؟، فأرد قائلا: هي انتماء”. تكريمي هو تكريم جيل كامل واعتبر عميمور ان تكريمه من قبل جمعية الكلمة للثقافة والاعلام هو تكريم جيل كامل، من الذين دفعوا الثمن غاليا من اجل لغة الضاد، خاصة أنه جاء من قبل شباب لا ينتمون الى اي جهة. عبد العالي مزغيش: الفرنسية تزاحم العربية.. وهذا ما يدفع للتفائل من جهته، اعتبر رئيس جمعية الكلمة للثقافة والاعلام عبد العالي مزغيش في كلمة له بالمناسبة، ان اللغة العربية بخير، ما دامت هي اللغة الوطنية بما نص عليه الدستور، وما دمنا نجد في الاكشاك اغلب عناوين الصحف بالعربية، بالإضافة الى مؤشرات اخرى منها معرض الجزائر الدولي للكتاب، والنشاطات التي تنظمها الجمعيات الثقافية وإن غاب عنها الاعلام. واعتبر مزغيش ان الامر الذي يؤلم اليوم هو ان لغة الضاد تزاحمها اللغة الفرنسية، التي نجدها في المراسلات الرسمية والادارية. وعرف حفل تكريم الدكتور محيي الدين عميمور مستشار رئيس الجمهورية سعد الدين نويوات، والمجاهد لخضر بورقعة، والدكتور محمد تين، والفنان محمد فؤاد ومان، والفنان الممثل ابراهيم رزوق، وشعراء وطلبة.