المطرب المصري طارق فؤاد ل“الحوار“: النكران والجحود سمة الوسط الفني دافعت عن شيرين عبد الوهاب ولا أحتاج منها مقابلا توجهت للإنشاد فتخلى عني المنتجون حاورته: ن.د يتحدث المطرب المصري طارق فؤاد في هذا اللقاء عن أزمته الصحية ونكران جميله من قبل بعض الفنانين الشباب، كما يتوقف عند أهم محطات حياته. * طارق فؤاد من أهم مطربي مصر أين هو الآن، وكيف حال صحتك؟ الحمد لله بدأت أتماثل للشفاء بعد أن مررت بوعكة صحية حادة منذ حوالي 4 سنوات، سافرت خلالها للعلاج في فرنسا وألمانيا وأمريكا، وأنا حاليا أعالج على يد أطباء فرنسيين، أما بالنسبة لفني فقد جهزت استوديو صغير ببيتي أعكف فيه حاليا على تسجيل عدد من الأغاني لي ولغيري، وسترى النور قريبا إن شاء الله. * هل يعني هذا أننا سنشهد عودة قريبة لك للساحة الفنية؟ بإذن الله، إن أتم الله شفائي. * كثيرا ما نتساءل لما الفنان حين يصاب بمكروه ما تخفت عنه الأضواء تدريجيا ؟ للأسف الوسط الفني تغير تماما مقارنة بالزمن الماضي، والصدق والوفاء فيه أصبح عملة نادرة، وبات النكران والجحود من سمة أغلب الفنانين إلا من رحم ربي. الفنان عندما يمرض أو يبتعد عن الساحة الفنية لأسباب قاهرة، الجميع ينساه، ويُهمل ان وصل إلى مراحل عمره الأخيرة حتى أنه وصل إلى التسليم بالأمر الواقع. * ظهرت للإعلام مؤخرا وتحدثت عن أزمتك الصحية الأمر الذي أدى إلى تعاطف الجمهور معك، في حين انتقدك البعض؟ ما تعليقك؟ هل مضاعفات الربو في مراحله المتأخرة والتهاب حاد في الجيوب الأنفية وارتجاع في المريء وتورم الأحبال الصوتية التي كدت أن أفقد صوتي على إثرها يعد بالأمر البسيط؟ لقد وصلت الى مرحلة لم أكن قادرا على الكلام لأكثر من ثلاث دقائق متواصلة، صوتي لم يعد مثل قبل لكن أحاول استرجاع ما فاتني، والحمد لله أنا راض بما كتبه الله لي ولست مستنكرا لقضائه وقدره لأنني مؤمن بأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه. * كيف خذلتك نقابة الموسيقيين خلال فترة مرضك وعلاجك؟ خلال الأزمة الصحية التي تعرضت لها، كنت في حاجة إلى علاج مكثف وإلى أدوية أغلبها غير متوفر في مصر الأمر الذي جعلني أناشد نقابة الموسيقيين وكان أملي في رئيس النقابة الفنان هاني شاكر كبير جدا، خاصة أنه وعدني بالمساعدة، لكنه لم يقف معي وقفة جادة، لم يكن يرد على اتصالاتي إلا نادرا، طلبت منه التوسط لدى وزارة الصحة لعلاجي على نفقة الدولة إلا أنه اتضح أنه لم يعلمهم بذلك، ولم يقف بجانبي إلا لما ظهرت في البرامج وتحدثت عنه، حينذاك تذكرني وعاتبني على ما قلته، النقابة قامت بحركة سخيفة اتجاهي منحوني ثمن شراء الدواء لمدة 6 أشهر فقط ثم توقفت عن ذلك، فامتنعت عن قبول منحتهم إذ كان بإمكانهم تقديم طلب التكفل بعلاجي خارج مصر لوزارة الثقافة لكن لا حياة لمن تنادي، هاني شاكر احترمه كفنان لكنه لا يصلح لترؤس نقابة الموسيقيين، لم نشهد إنجازا يذكر للفنانين والموسيقيين في عهده سواء المرضى أو المتقاعدين. هي مجرد اسم على ورق، وليس لها أي تأثير يذكر، ولو كان لها دور لاهتمت بنا وسألت عمن أفنوا عمرهم في خدمة الموسيقى المصرية. * المطربتان شيرين عبد الوهاب وأنغام هل عادت المياه إلى مجاريها بينكم؟ أم ما زلت تحمل لهما اللوم والعتاب بعد أن تنكرا لجميلك أثناء بدايتهما الفنية ولم يسألا عنك؟ لا إطلاقا ولم يعد يهمني ذلك، مع أنه حين تعرضت شيرين لهجمة بسبب كلامها عن نهر النيل دافعت عنها في مقال لمجلة الكواكب بعنوان “لا تذبحوا شيرين” ولم أكن أنتظر ردة فعل أو أي مقابل منها، أنا عبرت عن موقفي تجاه الهجوم العنيف الذي تعرضت له من قبل الجمهور والصحافة، فالعجل حين يقع تكثر السكاكين، هكذا هو الفنان مادام تحت الأضواء الكل ينتهز فرصة تصيّد أخطائه، وما كان عليّ إلا أن أرأف بها رغم عتابي عليها. * بعد ظهورك عبر الشاشات التلفزيونية من اتصل بك من الفنانين وسأل عنك؟ زارني في بيتي أحمد زاهر، أحمد بدير، محمد ثروت، والإعلامي طارق علام، المواقف تظهر حقيقة الإنسان، أما تأمين المستقبل فبيد الله، والرزق والأجل مكتوب ولا يمكن لأحد أن يغير ما قضاه الله علينا. * ما الدرس الذي استفاد منه المطرب طارق فؤاد بعد فترة مرضه؟ اكتشفت أنه لا وفاء في الوسط الفني، وتعلمت ءن أعمل لأجل فني وأن لا أنغمس فيه وأن لا أغير ومبادئي، كتبت مؤخرا مقالا عن الشاعر الكبير فاروق جويدة بعنوان “كن خلوقا قبل أن تكون فنانا” عبرت من خلاله عن استيائي من النفاق الذي أصبح طاغيا على هذا الوسط، وما رأيته من وجوه تتلون كالحرباء مع كل موقف بلون مختلف. * طارق فؤاد من جيل الأغنية الشبابية، ألا ترى أنك لم تنل حقك في حقل الفن كما ناله غيرك ؟ لا أعتبر نفسي من جيل الأغنية الشبابية، كنت آنذاك أدرس في معهد الموسيقى العربية وكنت أحاربها.. حاربت حميد الشاعري رغم أنه كشخصية من أحب الناس إلى قلبي، لا شك أن حميد سيطر على سوق الكاسات آنذاك، لكنه ضيع أصالة ورقي الأغنية الشرقية وتبنى أصواتا كثيرة بقيت على السطح. لقد كانت أسوأ فترة في تاريخ الأغنية المصرية بغض النظر عما نعيشه اليوم من تدهور فني فضيع، لم يقدم حميد الشاعري أصواتا جيدة كلها ضعيفة ومنهكة ساهمت في تراجع الأغنية المصرية، في حين تقدمت عنها الأغنية الخليجية وبرزت بأصوات في منتهى الروعة والجمال أمثال نبيل شعيل، عبد المجيد عبد الله اللذان حققا طفرة جديدة في الأغنية الخليجية بشكل راق. * وكيف هو حال الأغنية المصرية اليوم؟ إذا أردت أن تعرف مستوى أمة فاستمع إلى موسيقاها، لو عدنا للتاريخ لوجدنا إبداعات مشاهير الفن والأدب المصريين مستوحاة من صميم المجتمع المصري فذاع صيتها عربيا وعالميا، كروايات نجيب محفوظ الغارقة في تفاصيل القاهرة وسكانها، وألحان السنباطي وسيد درويش، ثم تصدر أسماء لامعة ومشرفة للأغنية المصرية امثال محمد فوزي، عبد الحليم، شادية، نجاة، محمد رشدي إلى جيل هاني شاكر، لنصل اليوم من تراث بلد يعتز بمبدعيه إلى أغاني التكنو والمهرجانات التي إن سمعتها “فلازم تاخذي دوا صداع”. * حقق جيلك من المطربين نجاحا خارج المنطقة فيما لم يحقق طارق فؤاد ذلك، ألا تشعر بالندم لأنك ضيعت فرصة الثراء لسبب أو لآخر؟ لم يكن الفن بالنسبة لي مجرد ترفيه بل كان رسالة هادفة، هذا ما تعلمته من أساتذتي ومن عمالقة الفن، فقدمت أغانٍ ذات معنى إنساني مثل “لازم نخاف” أغنية كان يا مكان وأغنية القدس التي لا تزال تذاع إلى يومنا هذا، قدمت ألحانا مميزة لنجوم الغناء وكان بإمكاني أن أجني المال الكثير في ذلك الوقت لو ركبت موجة الأغنية السريعة، وبالتالي أخسر نفسي وأنا من حافظت على مبادئي. * بالإضافة إلى الغناء لحنت لنجوم كبار أمثال وليد توفيق، محمد الحلو، علي الحجار، ذكرى، لطيفة وسميرة سعيد، لو عدت إلى التلحين لمن ستلحن؟ آمال ماهر، عبد الله رويشد، غادة رجب، محمد رؤوف، مدحت صالح الذي سبق وأن لحنت له أغنية “اختياري”، وأتمنى التلحين لرامي صبري، محمد الطوخي، محمد عدوية، أما باقي المغنيين الشباب فلا أميل للتعاون معهم إذ أغلبهم يملكون أصواتا مخنثة لا تصلح حتى للأداء. * على ذكر مسلسل الرسوم المتحركة الناجح “قصص الأنبياء” حدثنا عن هذه التجربة؟ لأول مرة في مصر والعالم العربي يقدم عمل باستخدام تحريك الصلصال في كل حلقاته، التي تروي قصة جديدة من قصص الأنبياء كما وردت في القرآن الكريم، منتجة ومخرجة العمل رشحتني لغناء مقدمة ونهاية هذه السلسلة، وكانت تجربة ناجحة فقد استمرت إذاعتها 10 سنوات على القنوات التلفزيونية بعد الإفطار في رمضان. * ما الذي تعرفه عن الفن الجزائري؟ أول ما يتبادر إلى ذهني حين أتكلم عن الغناء الجزائري هو الشاب خالد، إنه حالة تشعرنا بالبهجة والسعادة بفضل روحه المرحة والمتواضعة، وهو أيضا نموذج للفنان الذي اقتحم أذن المستمع الأجنبي بموسيقى بلده، أحب فيه عدم تخليه عن طابع موسيقى الراي الأصيل حتى وإن كان قد أضاف عليها تحديثات وكلمات فرنسية. إلى أي درجة باتت مواقع التواصل تساهم في تقريب الفنان من جمهوره؟ لدرجة كبيرة، تقرب المسافة بين الفنان وجمهوره ويستطيع من خلالها تسويق أنشطته وأعماله ونفي الإشاعات المغرضة التي تطاله، ليس لديّ خبرة كبيرة في هذا المجال لكنني أملك صفحة خاصة عبر الفيسبوك أستعين بها في الرد على المعجبين والمتابعين لأعمالي عن طريق الأدمن سالي الدرديري.