تم أمس بمحكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو الفصل في أبشع قضية منذ بداية الدورة الجنائية والمتعلقة بالمدعو '' ت. أرزقي '' الذي ارتكب جناية القتل العمدي على أحد الأصول، حيث نطقت هيئة المحكمة في حقه ب 20 سنة سجنا نافذا لإزهاقه روح أمه البالغة من العمر 82 سنة. وحسب ما حمله قرار الإحالة فإن وقائع القضية تعود إلى تاريخ 3 فيفري 2004 في حدود الساعة الخامسة وعشرين دقيقة. عندما تقدم المدعو «ع. بوعلام» أمام مصالح أمن دائرة تيزي غنيف لإبلاغهم عن اكتشاف جثة عمته المدعوة '' ع. تسعديت '' ، وعلى هذا تنقلت عناصر الشرطة إلى عين المكان للتأكد من الأمر ومعاينته مبدئيا. وخلصت التحريات إلى توقيف المتهم '' ت. أرزقي '' ابن الضحية الذي صرح بأن هذه الواقعة تعود إلى يوم عيد الأضحى المبارك المصادف لليوم الأول من شهر فيفري ,2004 ففي هذا اليوم استيقظ كالمعتاد وشرب القهوة رفقة أمه وخرج باتجاه مدينة تيزي غنيف، وفي الطريق التقى بصديق له صحبه معه لزيارة قبر والده الشهيد، وفي المقبرة استعاد الذكريات وانبعثت إلى ذهنه أحاديث طالما كان يرددها أهل القرية متهمين فيها والدته بتعاملها مع الجيش الفرنسي ومشاركتها في قتل زوجها. رجع إلى المنزل مهموما وغاضبا وعند وصوله طلب منها الذهاب للاستحمام غير أنها رفضت فانهال عليها ضربا مسببا لها جروحا عديدة على مستوى كل أنحاء جسدها وأرغمها على الاستحمام، حيث جردها من ثيابها وقام بغسلها وانقضى اليوم، ليبدأ اليوم الموالي كعادته شرب القهوة رفقتها غير أنها في موعد الغداء كانت تغط في نوم عميق فلم يرد إيقاظها، خرج وحال عودته في مساء ذلك اليوم وجدها قد توفيت. وأضاف الشهود أن هذا الأخير - حسب ما حمله قرار الإحالة - تعود على ضرب أمه مرارا وتكرارا، ومازاد من غضب المتهم هو إعطاء أمه جزءا من منحتها لأختيها. وخلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم بضرب الضحية غير أنه لم يكن يضمر نية قتلها واستغرب النائب العام كيف لابن أن يقدم على ضرب أمه بهذه الصورة البشعة وخاصة أنه في يوم عزيز على الأمة الإسلامية جمعاء، يتراحم فيه أفراد العائلة ويتسامحون لكن وبسبب هذا الولد العاق بدل أن تعم الفرحة قلب أمه ماتت وجعا من آلام ضربه لها، وعليه التمس النائب العام في حقه الإعدام عقابا له لارتكابه هذا الفعل الإجرامي. وبعد المداولة القانونية نطقت هيئة المحكمة بعد إعادة تكييف القضية من جناية قتل إلى جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى وفاة وعليه أدانته ب 20 سنة سجنا نافذا.