وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب تاريخي له أمس بمناسبة رأس السنة الفارسية إلى القادة الإيرانيين مباشرة، وعرض عليهم تجاوز نزاع مستمر منذ ثلاثين عاما، مؤكدا فيه أن إدارته مصممة على السعي إلى حوار نزيه يرتكز على الاحترام المتبادل وأن على النظام الإيراني الاختيار. قطع أوباما التقليد الرسمي أين جرت العادة توجيه التهاني إلى الشعب الإيراني في عيد رأس السنة الإيرانية، بتوجيهه إياها إلى النظام الإيراني أيضا في رسالة مسجلة على شريط فيديو إلى النظام والشعب معا، فقد وعد بمستقبل يتم فيه تجاوز الخلافات التي كانت تثير مخاوف نشوب حروب في أغلب الأحيان. وقال الرئيس الأمريكي دون أن يتحدث بشكل واضح عن دعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة نووية تتهم واشنطنإيران به منذ سنوات إن الجمهورية الإسلامية لن تستعيد مكانتها في الأسرة الدولية بالإرهاب ولا بالأسلحة، ما اعتبره بعض المراقبين اعترافا ضمنيا بالنظام الإيراني كطرف في محادثات محتملة مع الحكومة الأمريكية، ويأتي ذلك بينما لم يقم البلدان علاقات دبلوماسية منذ الثمانينيات، ويؤكد القادة الأمريكيون أنهم سيبقون على التدخل العسكري كخيار لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، حيث شهدت السنوات الأخيرة تصادما في مصالح الأمريكيين والإيرانيين في الشرق الأوسط وفي مجلس الأمن الدولي على حد سواء. كما وعد بإتباعه دبلوماسية تعالج كافة المشاكل، تطبيقا لواحد من بين أهم تعهداته الكبرى التي قطعها، وهو إعطاء فرصة للحوار مع خصوم الولاياتالمتحدة وعلى رأسهم إيران، وقطع دبلوماسية الرئيس السابق جورج بوش الذي أدرج إيران في محور الشر، في حال ما تبنى القادة الإيرانيين سياسة تليين القبضة. وتأتي الرسالة بعد تلك التي وجهها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عقب فوز أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر الماضي، والتي هنأه من خلالها مطالبا منه تغييرا جذريا في السياسة الأمريكية. وقال أوباما في رسالته بمناسبة عيد ''النيروز'' ،هناك خلافات كبيرة ازدادت على مر الوقت وأن إدارته مصممة على ممارسة دبلوماسية تعالج كافة المشاكل التي تواجهها وعلى السعي لإقامة علاقات بناءة بين الولاياتالمتحدةوإيران والأسرة الدولية، مؤكدا أن هذه العملية لن تتقدم بالتهديد في وقت يسعى فيه إلى حوار نزيه وقائم على الاحترام المتبادل، مع فتح فرص أكبر للشراكة والتجارة نابعة من رغبة الولاياتالمتحدة في أن تحتل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مكانتها في أسرة الأمم، بعيدا عن الإرهاب والأسلحة ووفقا لتحركات سلمية تبرهن على العظمة الحقيقية للشعب والحضارة الإيرانية ويجعل السودان ضمن قائمة أولوياته قام أوباما أول أمس بتعيين الجنرال المتقاعد سكوت غريشن مبعوثا خاصا للسودان لإيجاد تسوية دائمة بهدف وضع حد للعنف بالمنطقة، وحذر أوباما الحكومة السودانية من أنها ستعتبر مسؤولة عن كل حالة وفاة تنجم عن طرد منظمات المساعدة الإنسانية من البلاد، قائلا في بيان التعيين أن السودان من أولويات إدارته ولا سيما في هذا الوقت حيث توجد حاجة صارخة للسلام والعدل والوضع الإنساني يجعل المهمة أكثر إلحاحا، مندداً بالقرار المفجع الذي اتخذته الخرطوم بطرد منظمات المساعدة الإنسانية ما يترك فراغا سيسده الفقر واليأس وسيكون عليها أن تقدم حسابا على كل الأرواح التي ستختفي، ووصف سكوت غريشن الطيار الحربي السابق المترعرع في إفريقيا بأنه صديق شخصي زار معه تشاد حيث توجد مخيمات للنازحين من النزاع في دارفور. من جانب من جانب آخر هدد الرئيس السوداني عمر البشير بطرد السلطات السودانية السفراء الغربيين إذا ما تعدوا مهامهم الدبلوماسية، وقال في مقابلة صحيفة إن طرد ستة في المائة من المنظمات التي لديها نشاط استخباري هو رسالة واضحة على الغرب والولاياتالمتحدة أن يستوعبوها، مؤكدا حضوره الشخصي القمة العربية التي ستعقد في الدوحة نهاية مارس متحديا مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في حقه.