طلبت الحكومة الباكستانية من المحكمة العليا أمس وقف تنفيذ حكم صدر الشهر الماضي و المقتضي بمنع زعيمين من المعارضة من الترشيح لمناصب سياسية في البلاد، وذكرت وكالة ''رويترز'' أن الطلب الذي قدمته الحكومة خطوة نحو إنهاء انعدام الثقة بين الحكومة بقيادة حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه الرئيس آصف علي زرداري ونواز شريف رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة وهددت الأزمة الأخيرة بإغراق البلاد في اضطرابات عنيفة وتشتيت انتباه الحكومة بعيدا عن محاربة التشدد وإنعاش الاقتصاد،وعرضت الحكومة التي تواجه احتجاجات هائلة في 14 مارس الماضي استئناف الحكم الذي صدر في 25 فيفري المنصرم والذي يحظر على نواز شريف وشقيقه شهباز الترشح لأي منصب، كما وافقت بعد يومين على إعادة رئيس المحكمة العليا الباكستانية افتخار تشودري إلى منصبه لمنع احتجاجات من قبل المحامين وأحزاب المعارضة ومن بينها الحزب الذي يتزعمه نواز شريف.وقال أغا طارق محمود نائب المدعي العام أن الحكومة طلبت من المحكمة العليا أن تنحي جانبا الحكم الصادر في 25 فيفري انتظارا للمراجعة القضائية وقال :'' قدمنا التماسا بتوجيه من رئيس الوزراء نطلب فيه من المحكمة وقف تنفيذ الحكم إلى أن يتم التصرف في الاستئناف''. وألغى حكم المحكمة العليا فوز شهباز شريف في انتخابات فرعية ومنعه من تقلد منصبه كرئيس لوزراء البنجاب أكثر الأقاليم الباكستانية سكانا وأقواها من حيث النفوذ السياسي،وأطيح بحكومة الإقليم التي يقودها حزب شريف وفرض زرداري حكما مركزيا هناك لمدة شهرين.واتهم نواز شريف وشقيقه الرئيس الباكستاني بأنه يقف وراء الحكم الذي استند إلى إدانات قديمة قائلا أن وراءها دوافع سياسية وأيدا بشدة احتجاجات المحامين.وتعليق الحكم سيمكن شهباز من أن يصبح رئيسا لوزراء إقليم البنجاب مرة أخرى بمجرد انتهاء الحكم الاتحادي للإقليم. وتقول الحكومة أنها تريد إنهاء الحكم الاتحادي في أقرب وقت ممكن.وقال زرداري في أول تصريحات عامة بعد قراره بإعادة تنصيب تشودري رئيسا للمحكمة العليا في ساعة متأخرة أمس الجمعة انه سيقوي مؤسسات الدولة كما دعا إلى تنحية الماضي. وقال زرداري في مأدبة عشاء تكريما لرئيس المحكمة العليا المتقاعد عبد الحميد دوجار: ''حان الوقت للتطلع للأمام وللبناء على ما أنجز حان الوقت لنسيان الماضي والمضي قدما.ومن المقرر أن يبدأ تشودري ممارسة مهامة كرئيس للمحكمة العليا غدا ومن المتوقع أن يعود إلى عمله يوم الثلاثاء. ومدير المخابرات الأمريكية يزور إسلام اباد لامتصاص الغضب وصل إلى إسلام أباد بصورة ''مفاجئة'' أمس ، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA ليون بانيتا، في محاولة لامتصاص غضب المسؤولين الباكستانيين إزاء قصف مواقع داخل الأراضي الباكستانية، يُعتقد أن طائرات أميركية بدون طيار نفذته، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين.وقال مسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية إن بانيتا سوف يلتقي خلال الزيارة كل من الرئيس آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين في باكستان.وذكرت تقارير إعلامية محلية أن اللقاءات التي سيعقدها المسؤولون الباكستانيون مع مدير الاستخبارات الأميركية ستتناول عمليات القصف التي تعرضت لها عدة مواقع باكستانية مؤخراً، والتي أغضبت المسؤولين في إسلام أباد.تأتي زيارة بانيتا إلى إسلام أباد بعد أقل من يومين على هجوم صاروخي الخميس، أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل وجرح 30 آخرين، في مقاطعة ''خيبر'' شمال غرب باكستان'' إلا أنه لم يتضح ما إذا كان الهجوم ناجماً عن قصف أميركي. ويتبنى الجيش الأميركي سياسة عدم التعليق على مثل هذه الهجمات العابرة للحدود، وينفذها عبر طائرات دون طيار، علماً بأن القوات الأميركية هي الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات عسكرية لإطلاق صواريخ من تلك الطائرات، التي يتم التحكم فيها عن بُعد. يُذكر أن الأقاليم المضطربة المتاخمة للحدود الأفغانية، تعج بالعناصر المسلحة المتشددة، وتلك المتعاطفة معها من حركة ''طالبان'' فرع باكستان، وتنظيم ''القاعدة''، كما كانت مسرحاً لعدد من المواجهات العسكرية بين قوات الحكومة الباكستانية والمسلحين.