هذه الشجرة..! بقلم: مصطفى بونيف هل تعلم ما هو أبغض الحلال؟، هذا ما سألتني عنه الحاجة فطوم اليوم وأنا أشتري منها ربطة بقدونس.. فأجبتها: “إنه الطلاق”…فقالت لي: “و الزواج أيضا يا مصطفى!”.. ثم راحت تتحدث بفلسفة عجيبة عن الزواج ومشاكله حتى ظننت أنها قرأت كتاب “هذه الشجرة” لعباس العقاد، أو كتابا من كتب أعداء المرأة كأنيس منصور أو توفيق الحكيم، كانت كل حججها تقوم على فكرة نكد المرأة ونفسيتها المعقدة وصعوبة إرضائها.. فشككت في أنوثة الحاجة.. فقالت لي “يا مصطفى أنا أنثى من العصر القديم، عندما كانت الزوجة لا تستطيع أن ترفع صوتها في حضرة زوجها، لكن زوجات هذه الأيام تصرخ في وجه زوجها ثم تضربه طريحة، ثم تذهب إلى المحكمة تشتكي به فتخرب بيته..”. – معك حق، حتى قانون الأسرة تم تفصيله تماما على مقاس النساء.. الذي يفكر في الطلاق تماما كالذي يفكر في الانتحار، وأحيانا الانتحار أرحم… لكن ما الحل يا الحاجة؟. قالت: “الحل واضح….امنعوا الزواج، لست أدري ما الذي يدفعكم أنتم معشر الرجال إلى إحضار نساء للتنكيد عليكم، أين كنت، إلى أين أنت ذاهب، لماذا تضحك، فيما تفكر.؟.فتشعر كأنك تزوجت قاض للتحقيق…”. – لكنها سنة الحياة يا الحاجة، لأن الزواج هو الشيء الوحيد الذي يضمن استمرار النسل، ولو تركناه ستتنهي البشرية. – لو يتوقف الزواج والإنجاب عشر سنوات فقط سوف ينقص تعداد المواطنين إلى النصف، وسوف تصرف ميزانية الدولة على هذا النصف المتبقي، معناها سوف يتضاعف راتبك الشهري… ويفرغ لك سكن، وتنقص المدارس وأقسام الولادة في المستشفيات… سوف نرتاح… عشر سنوات فقط بدون زواج وسوف تحل جميع مشاكلنا. أعجبني البعد الاقتصادي لفكرة الحاجة فطوم، فحاولت أن أبدع قليلا فاقترحت عليها أن تترك سنة الزواج، فانفجرت غاضبة… “هيا احمل ربطة المعدنوس واذهب من أمامي فورا…”. صحة فطوركم