أعتقد وسيتفق معي لا محالة قطاع كبير من الناس أننا ما كنا لنكون، وما كنا لننعم بالسلم والأمان والحرية والاستقرار، وأنه ما كان لجيل اليوم أن يهنأ.. لولا تضحيات السابقين، .. أخيار الناس هم عند ربهم يرزقون، وينعمون، ضحوا بالنفس والنفيس لأجل إعلاء راية الجزائر عاليا ترفرف، راية استشهد لأجلها الأعزاء والشرفاء، وتكاتفت جهود رجال ونساء الجزائر لحفظها وصونها وتقديمها أمانة للأجيال... حفظت شكلها وألوانها الأجيال، وتغنت بها الحناجر في المدارس وجرت تحت ظلالها منازلات ووقائع تشهد على شجاعة أبناء الجزائر، فدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه يحملون علمهم خفاقا عاليا منتصرا. حيثما كنا .. داخل أو خارج الوطن نعتز به، وبألوانه، رغم اختلاف اتجاهاتنا واهتماماتنا وطموحاتنا وقناعاتنا ...الراية بالنسبة لنا رمز قيّم من رموز السيادة الوطنية نعشقها حد النخاع، ... نرفعها عاليا في المحافل ونفخر ونعتز بكونها رايتنا... هي تاريخ وحضارة شعبنا من خلال تمسكه بأبرز وأهم رموزه الحضارية والتاريخية.... تجرأ أحدهم في سابقة هي الأولى من نوعها والأخطر بنزعها واستبدالها، لسبب بسيط أنه لم يودع ملف ترشحه للرئاسيات، فأعطى لنفسه الأحقية بتغييرها بأخرى اختارها أن تكون ''راية سوداء'' ... لا تنم سوى عن سوء التقدير والإمعان في جرح مشاعر الجزائريين ... فرايتنا الوطنية هي رمزنا وكفاحنا ومستقبلنا ... كيف لواحد لا يعبر سوى عن ذاته ونفسه أن يفعل فعلته تلك، أفلا يحق لهذا الشعب أن يقتص لنفسه من تلك الفعلة، أفلا يحق لكل وطني أن يمقت هذا التصرف.. لا يحق لأي كان ومهما كان وفي أي حال من الأحوال أن يلعب أو يتلاعب براية الوطن...، أيعني هذا أن كل من قد تخول له نفسه مستقبلا المساس بقدسية الراية أن ينكسها، أن يهينها، أن يتجرأ على تغييرها أو فعل ما يشاء ويهوى دون رقابة أو عقاب، ... تنكيس الراية الوطنية وتغييرها بأخرى عمل شنيع يندى له الجبين ذلك العلم الذي لفت به أجساد الشهداء، العلم رمز وطني ثابت وراسخ لا يمكن أن يهان اليوم أو غدا ..ولا يتغير ولا يبدل مهما كانت الحال... فما بالك والوطن والشعب يعيشان على وقع مسيرة التنمية والعمل الموحد . .، وإمعانا في حسن الظن، نقول لمن أقدم على هذه الفعلة إن كانت من باب حبك لهذا الوطن وحرصا على مصلحته، هناك ألف طريقة وطريقة إلا هذه الطريقة.!!!