نمو في مؤشرات التنمية البشرية بدرجتين مئويتين خلال العشرية الأخيرة أكد المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي في التقرير الوطني حول التنمية البشرية لسنوات 1998-2008 أن تطور مؤشرات التنمية البشرية في جميع عناصره أبرزت التقدم المعتبر المحرز خلال هذه الفترة. وأظهر التقرير الأولي تطور المؤشر الوطني للتنمية البشرية خلال سنتي 2007 و2008 بأكثر من درجة مئوية خلال سنة مقارنة بأعوام الفارطة، نتيجة الارتفاع الهام لمؤشر الناتج الداخلي الخام الذي قدر بما يقارب 5ر2 في المائة خلال نفس الفترة. وأشار المصدر إلى تحسن مؤشر مستوى التعليم الذي ازداد بنحو 2 بالمائة مواصلا ارتفاعه على نفس المنوال بين سنتي 2007 و,2008 والذي يعكس واقعا ملموسا نتيجة إرساء مكتسب من خلال دمقرطة التعليم، التي استفاد منها الشباب منذ الاستقلال على الرغم من الأزمات الحادة التي مرت بها الجزائر دون إعادة نظر لهذا القطاع. وسجلت الهيئة الاستشارية الارتفاع المتواصل للناتج الداخلي الخام للفرد والذي يعرف تطورا ثابتا ومستمرا، مما يشكل عنصرا آخر من شأنه أن يجعل الاقتصاد الجزائري بارزا بين دول المنطقة. إذ أن ارتفاع الناتج الداخلي الخام بالتراجع المعتبر لمؤشر الفقر البشري تبين جليا في التحسن العام لمستوى معيشة السكان، وتطور نمط الاستهلاك الذي يكاد يضاهي نمط البلدان المتقدمة. وحسب الوثيقة ستشهد الجزائر بلا شك في السنوات القادمة تحولات اجتماعية مهمة تتعلق بالجنس النوعي، إذ أن كافة المؤشرات التي تعالج هذه المسألة تشهد تطورا ملحوظا بدليل ارتفع مؤشر الجنس النوعي للتنمية البشرية في كل قياساته. أما بخصوص الوضعية الاقتصادية للأسر، فقد شهدت تحسنا ملحوظا بفضل عودة النمو التي سايرتها التحويلات الاجتماعية الهامة والنفقات الاجتماعية للدولة التي سجلت معدل نمو قدره 18 درجة مئوية، خلال هذه الفترة نجم عنه تحسن المداخيل فيما يعرف معدل الفقر العام تراجعا مستمرا منذ سنة 1998 حسب التقرير.