يبدو أن الحياة قد دبت في روح الهيئات والجمعيات المعنية بتمثيل الدين الإسلامي والنظر في شؤون الجالية المسلمة في فرنسا، إذ تعيش هذه الأيام الجالية بأوروبا على وقع نشاطات مكثفة نظمها اتحاد المنظمات الإسلامية والجمعيات المعنية بتمثيل الدين الإسلامي في فرنسا، وعليه فقد انبثق عن الاجتماع السنوي لمسلمي فرنسا تنظيم أسبوع ثقافي احتضنه دوبورجيه في الفترة الممتدة ما بين 10 13 أفريل الجاري، ومن خلاله قامت الجمعيات والمنظمات الإسلامية بعرض أهم نشاطاتها الثقافية ومطبوعاتها. ومن المعروف أن هذا الاجتماع السنوي تنظم فعالياته بشكل دائم من طرف هذا الاتحاد القريب من فكر الإخوان المسلمين، إلا أن كافة المنظمات الإسلامية في فرنسا تشارك فيه، بل وتحرص على ذلك نظرا لمشاركة آلاف المسلمين فيه من عموم فرنسا والدول الأوروبية، مما جعله يعد الآن أكبر تجمع إسلامي في الغرب. وحول بعض مشاركات هذا العام، قال مدير المعهد العالمي للفكر الإسلامي في فرنسا الدكتور محمد المستيري إنه بالرغم من التحالفات التي تحدث بشكل دائم قبل اجتماع صالون دوبورجيه، والصعوبات التي تلاقيها غالبية المنظمات الإسلامية في فرنسا من أجل الحصول على مساحات تتناسب مع دورها ونشاطها، إلا أنه يبقى اجتماعا هاما ويجب الحرص على التواجد من خلاله، مضيفا أن هذه الطبعة كانت فرصة رائعة لمن يرغبون في فهم عالمنا الحالي، من خلال المحاضرات والندوات التي نظمت بالمناسبة. وأضاف يقول إن مثل هذه التنظيمات ستعطي للنخب التي تمثل الإسلام بالغرب فرصة للقاء مع القيادات الإسلامية وإعادة اكتشاف ما لديها من أنشطة مختلفة، والاقتراب من الدراسات الإسلامية والمشاركة في الحلقات الدراسية والاطلاع على الكثير من المنشورات التي تم عرضها بثلاث لغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية، كما يعد هذا الصالون، حسب المتحدث ذاته، مناسبة للحديث عن قضايا الساعة وعن الراهن العالمي وعن كيفية المشاركة والتفاعل مع أحداثه ومستجداته ومحاولة تبادل وجهات النظر المختلفة حول الإسلام في العالم الحديث، والتعددية الدينية وأهمية الاعتراف بها. كما طرح الصالون وبعض المحاور التي بات من المهم في واقعنا المعيش طرحها وتبادل الآراء حولها. وعلى صعيد مماثل تطرق المحاضرون من خلال مداخلاتهم إلى موضوع الاقتصاد الإسلامي وطرق تمويله والاتجاه الأوروبي نحوه. وأكد القائمون على هذه التظاهرة الثقافية جعل القيادات الإسلامية بفرنسا في احتكاك متواصل مع الجالية الإسلامية علما أن نشاطات الجالية في الأغلب الأعم متناثرة وكل فاعلية تقام على حدى. للإشارة فقد احتضن المعهد الإسلامي بفرنسا هذا الأسبوع نشاطا مكثفا، حيث تم وضع حجر الأساس لمبنى ضخم لهذا المعهد في الدائرة الثامنة عشرة، والتي يقطنها عدد كبير من المسلمين عرب وأفارقة، على أن يتم الانتهاء من المبنى في العام .2013