أحدث انقطاع مياه الشرب في الكثير من أرجاء العاصمة الجزائر وما جاورها منذ أمس الأول حالة من الخوف من احتمال الإصابة بمرض التيفوئيد، لاسيما بعد ظهور عشرات الحالات في مناطق متفرقة من القطر الجزائري/ كان أهمها ما سجل في ولايتي جيجل ووادي سوف، حيث أحصت الأولى 107 مصاب، فيما أشارت المصادر الصحية من ولاية الوادي عن تسجيل 12 حالة جديدة، إضافة إلى ذلك فقد سجلت ولاية تلمسان إصابة 100 شخص العام الماضي، علما أن هذا المرض الذي كان يعد من أبرز أمراض القرن ما قبل الماضي والماضي قد أصيب به أكثر من 144 شخصا حسب إحصائيات لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في العام المنقضي .2008 وحاولت ''الحوار'' الاتصال أمس بأكثر من مسؤول على مستوى مديرية توزيع المياه ووزارة الصحة، لكن دون جدوى، حيث تم تسجيل انقطاع للمياه على مستوى العديد من بلديات العاصمة الكبرى كبلوزداد، حسين داي، الحراش، باب الواد وغيرها. من جانب آخر أورد بعض مواطني العاصمة في حديث ل ''الحوار'' أن خوفا يتملك المواطنين من احتمال اختلاط مياه الصرف الصحي مع الماء الشروب ''وهي الفرضية أو الإشاعة التي تفشت وبسرعة في الأوساط العاصمية، وهذا على خلفية ما وقع في لولاية جيجل، والتي ينحدر منها الآلاف من العاصميين لاسيما في أحياء كبلوزداد وغيرها، وهي المصادر التي تحدثت عن فرضية وقوع نفس ما حدث بولاية جيجل. وكانت وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات، قد أعلنت انه قد تقرر تنفيذ برنامج إعادة إسكان كافة الأسر التي تم إحصاؤها في إطار تسجيل حالات إصابة مؤكدة بحمى التيفوئيد بحي حراتن في ولاية جيجل قصد ترحيلهم في أجل ''أقصاه شهرس. وجاء ذلك خلال زيارة العمل و التفقد التي أداها وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات سعيد بركات إلى ولاية جيجل التي عقد بها اجتماع عمل مع والي الولاية و جميع مسؤولي القطاعات المعنية بعد تسجيل 55 إصابة مؤكدة بحمى التيفوئيد من مجموع 107 أشخاص تم نقلهم إلى مستشفى محمد صديق بن يحيى والاحتفاظ ب87 منهم لتلقي العلاج اللازم. وذكرت مصادر طبية من مستشفى محمد الصديق بن يحي أن الوضعية الصحية للمصابين في تحسن مستمر خاصة مع توفير الرعاية الصحية الكاملة، مشيرة إلى احتمال مغادرة معظم المصابين المستشفى نهار الغد. و يأتي هذا في الوقت الذي اتخذت فيه السلطات المحلية كافة التدابير، سواء ما تعلق بتوفير الرعاية الطبية من خلال تسخير طاقم طبي للتكفل بالمصابين الذين ترددوا على مصلحة الأمراض المعدية مستشفي محمد الصديق بن يحي، أو من خلال توفير الماء الشروب عن طريق الصهاريج بعد قطع شبكة المياه عن الحي خوفا من انتشار العدوى. هذا و كانت لجنة تحقيق مختلطة من وزارتي الداخلية والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وكذا معهد باستور متكونة من 6 أشخاص أغلبهم أطباء مختصون، قامت نهاية بزيارة للولاية لمعاينة الوضع الصحي للمصابين والوقوف على أسباب هذه الإصابات و تحديد المسؤوليات ، حيث قامت بزيارة حي حراثن و كذا مستشفى محمد الصديق بن يحي و مخبر التحاليل الطبية .