يعد الحمل والإنجاب إحدى المراحل المهمة والحساسة في حياة المرأة، ولاسيما إذا كان ذلك الحمل هو الأول وتختلف درجة الوعي من سيدة لأخرى بكيفية التعامل مع مثل هذه الظروف، فكثير من الأمراض والمعوقات يسهل اكتشافها وعلاجها في حال خضوع الحامل فور اكتشاف الحمل للكشف والمتابعة الطبية تحرص أي سيدة تفكر بالحمل على أن تتمتع بصحة جيدة قبل حدوث الحمل، فهناك فحوصات دورية يفضل أن تقوم بها المرأة للاطمئنان على صحتها بشكل عام وخاصة عندما تفكر بالحمل، لما في ذلك من انعكاس على صحة الأم وجنينها. وتؤكد السيدة قروش عقيلة ''قابلة'' على وجوب مراجعة الطبيب واستشارته في كل ما يتعلق بذلك، ومن المهم التوضيح للطبيب التاريخ المرضي إن وجد، مثلاً هل لديها أمراض مزمنة مثل السكر أو ضغط الدم؟، وهل قامت بأخذ التطعيمات اللازمة للوقاية من الأمراض التي قد تصيب الجنين؟ مثل: الحصبة الألمانية والجدري بعد ذلك سينصحها الطبيب بالإقلاع عن العادات السيئة التي كانت تلازمها إن وجدت كالتدخين، وسيرشدها لاتباع نظام غذائي صحي غني بالفيتامينات، وخاصة فيتامين (ب) الذي يحمي مخ الجنين من التشوهات، وكذلك الفيتامينات الأخرى، ودور القابلة أن تسأل المرأة الحامل عن أول يوم من الحيض وأخره، وذلك لحساب مدة الحمل الحالي، وستقوم القابلة أيضاً بالتأكد من أنها حامل عن طريق إجراء اختبار للحمل، أو بواسطة استخدام جهاز الموجات فوق الصوتية، وإجراء أي منهما يعتمد على مدة الحمل (الأسابيع الأولى أو بعد الأسبوع الثامن من الحمل) وقد يحتاج تقييم حجم الرحم بإجراء فحص داخلي عن طريق المهبل، ولا يتم إجراء الفحص المهبلي في كل زيارة طبية أثناء متابعة الحمل، ولكنه قد يتكرر في نهاية الحمل. تصوير الحمل ضروري لتقليل المخاطر الصحية يفيد التصوير بالموجات فوق الصوتية في المرحلة المبكرة قبل 12 أسبوعاً من الحمل في تحديد حجم الجنين بدقة، والتأكد من التاريخ المنتظر لميلاد الطفل، وتقوم الطبيبة عادة بطرح أسئلة حول الماضي الطبي للحامل وماضي العائلة، للتأكد من الإصابة بأي أمراض أو عمليات قد يكون لها ارتباط وثيق بالحمل الحالي، أو إذا كانت قد سبق لها الإنجاب فستتم مناقشة ذلك بالتفصيل، لما قد يكون له من تأثير على الحمل الحاضر. المتابعة الطبية إلزامية لكل حامل يعد إجراء الفحص الطبي الشامل في الزيارة الأولى أكثر من ضروري حسب السيدة قروش، للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية قد تصاحب الأم أثناء فترة حملها، وتعمل القابلة عادة على متابعة عدة أمور مرة واحدة مثل معرفة الوزن، ومتابعة مقدار الزيادة القادمة مع تقدم الحمل، وإجراء تحليل الدم لمعرفة فصيلته، ومستوى الهيموجلوبين، ومناعة الأم (وجود الأجسام المضادة) وتحليل البول، للتأكد من خلوه من الزلال والسكر، حيث أن خلو البول من الزلال مؤشر على سلامة الكلى، في حين إن ظهوره في البول أثناء الحمل إنذار لبداية التسمم الحملي، لذا الزيارة الأولى للطبيبة مهمة للحامل حيث تتميز بأسئلة كثيرة تدور حول الماضي الطبي وماضي العائلة، مثل الإصابة بأية أمراض، أو إجراء أية عمليات قد يكون لها ارتباط وثيق بالحمل الحالي. وإذا كان قد سبق لها الإنجاب فحالات الحمل السابقة وحوادث الإسقاط والإجهاض والعمليات الجراحية السالفة، والإنتانات والالتهابات، يمكن أن يكون لها تأثير على سير الحمل الراهن، وكل صغيرة أو كبيرة من المعلومات المتعلقة بهذه الأمور يجب إطلاع الطبيب عليها وتوضع في ملف يمكِّن القابلات والمشرفين على الولادة من معرفة الحالة الصحية للأم والجنين، والعمل على تجنب أي طارئ قد يحدث أثناء عملية الولادة. لذلك نعمل على إيصال المعلومة لجميع النساء بأن لا يتهاون في زيارة الطبيب أو القابلة أثناء فترة الحمل، للفائدة الكبيرة التي يقدمها الفحص الشامل ومتابعة الحمل إن بالنسبة للأم أوالقابلة على حد سواء.