عكس الخطاب التصالحي الذي روجته إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، عادت واشنطن إلى قوائمها ''السوداء'' التي تضم أعداءها ومناوئي سياساتها في العالم. ونشرت وزارة الخارجية الامريكية تقريرها السنوي حول الارهاب اتهمت فيه ايران بأنها ''تظل الدولة الاكثر رعاية'' له في العالم. كما يشمل التقرير سوريا وكوبا والسودان. وفي الحال انتفضت الديبلوماسية الإيرانية بوجه هذا التصنيف. وشكل وزيرا الخارجية الايراني منوشهر متكي والكوبي برونو رودريغيز جبهة مشتركة في هافانا للتنديد بتقرير واشنطن الذي يتهم بلديهما بمساندة الارهاب واصفين السياسة الاميركية ب''العنصرية'' و''الارهابية''. وقال متكي في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لحركة دول الانحياز يأتي التقرير من واشنطن ''لدعم النظام الصهيوني والعنصرية والاحتلال'' و''لكل ما جرى في سجن غوانتانامو لا تملك الولاياتالمتحدة الصلاحية'' لوضع دول اخرى في قفص الاتهام.واضاف الوزير الايراني ''ان سياسة المكيالين التي تنتهجها الولاياتالمتحدة معروفة في العالم اجمع وليس هناك اي شيء جديد'' في هذا التقرير. وكان التقرير الأمريكي اشار بالخصوص الى دعم ايران لفيلق القدس وحدة النخبة في جهاز الحرس الثوري الايراني ولحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ''حماس'' وحزب الله اللبناني و''للمتطرفين في العراق ولطالبان في افغانستان''. و اتهم تقرير للخارجية الاميركية ايران بمواصلة تخطيط وتمويل ''الاعتداءات الارهابية'' في الشرق الاوسط واوروبا وآسيا، وقال تظل ''الدولة الاكثر رعاية للارهاب'' في العالم..واضاف التقرير ''ان تورط ايران في تخطيط وتمويل الاعتداءات الارهابية في الشرق الاوسط واوروبا وآسيا الوسطى كان له اثر مباشر على الجهود الدولية للنهوض بالسلام وهدد الاستقرار الاقتصادي في الخليج وعطل تقدم الديمقراطية''.واشار التقرير بالخصوص الى دعم ايران لقوات القدس وحدة النخبة في جهاز حراس الثورة الايراني ولحركة حماس الفلسطينية وحزب الله الشيعي اللبناني وللمتطرفين في العراق ولطالبان في افغانستان.واصبحت اللائحة السوداء للدول الداعمة للحركات الارهابية التي ينشرها سنويا هذا التقرير تضم اربع دول فقط في 2008 بعد قرار ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش سحب كوريا الشمالية منها. وتبقى كوبا على هذه ''اللائحة السوداء'' لان نظام كاسترو ما زال يمنح اللجوء لناشطين في جماعات تعتبر ارهابية بحسب واشنطن التي لا تشير مع ذلك الى اي تمويل من قبل هافانا لانشطة ارهابية او تبييض اموال لغايات ارهابية.وقال الوزير الكوبي للعلاقات الخارجية برونو رودريغيز ''لا نعترف بأي سلطة سياسية او معنوية لحكومة الولاياتالمتحدة لوضع هذه اللائحة، ايا يكن موضوعها، او تحديد السلوك الجيد او السيء. واضاف ''لكني اعتقد ان احدا لا يعطي اهمية ولا يقرأ هذه الوثائق لان من المعروف ان مؤلفها منحرف دوليا'' فيما لا تزال كوبا الخاضعة لحظر اميركي منذ 47 عاما تطالب بشطبها من هذه ''اللائحة السوداء''. وتابع الوزير الكوبي ان ''حكومة الولاياتالمتحدة تؤيد اعمال ارهاب الدولة التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية''، ووصف قاعدة غوانتانامو الاميركية ''المقامة على قطعة ارض مغتصبة من كوبا'' بأنها ''معسكر للتعذيب''. واعتبر وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تتعرض حكومته الحليفة لكوبا لانتقادات في التقرير الاميركي، ''ان هذا التقرير يدل بوضوح على التناقض القائم اليوم داخل الادارة الاميركية. خطاب يمكن ان يمد يدا صديقة ويعد بتغييرات، ولكن الحقيقة هي ان هناك آلة امبريالية تريد ان تملي علينا نهج سلوك''. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وعد ب''عهد جديد'' في العلاقات مع اميركا اللاتينية وخصوصا مع الجزيرة الشيوعية الكوبية وفنزويلا العدوين اللدودين للولايات المتحدة في المنطقة، وذلك اثناء قمة الاميركيتين التي عقدت منتصف نيسان في ترينيداد وتوباغو.ويزور مادورو ايضا هافانا في اطار اجتماع لحركة عدم الانحياز التي تضم 118 دولة وترأسها كوبا منذ سبتمبر .2006 كما شارك ايضا في الاجتماع نحو 110 وفود من آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية بينهم نحو ستين وزيرا.