قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان العمليات القتالية للقوات البريطانية في العراق قد انتهت. واوضح براون، ان الدوريات القتالية التي كانت تقوم بها القوات البريطانية في البصرة تنتهي مع اقتراب موعد مغادرة تلك القوات الاراضي العراقية. وجاء اعلان براون عقب لقاء جمعه مع رئيس الوزراء العراقي الزائر نوري المالكي. في تلك الاثناء أبّنت القوات البريطانية في البصرة قتلاها في العراق خلال حفل حضره وزير الدفاع البريطاني جون هاتون. وتأتي زيارة هاتون مع دخول خطة سحب القوات البريطانية من البصرة مرحلة متقدمة، مما يضع حدا لست سنوات من الوجود العسكري البريطاني في العراق. وكان الوجود العسكري البريطاني في البصرة ''حملة طويلة وشاقة''، ادت الى مقتل نحو 178 جنديا بريطانيا واصابة عدد اكبر. ويشكو عدد من البصريين من تدهور الخدمات والمرافق الاساسية في مدينتهم على نحو اكبر مما كانت عليه قبل الاحتلال الغربي لبلادهم في افريل من عام .2003 ووصف أحد الضباط البريطانيين ردود فعل السكان قائلا'' بعضهم لديه وعي كامل ويعرف ان البريطانيين سيرحلون وسيأتي الأمريكيون بدلا منهم. هم في الحقيقة لا يهتمون وهناك البعض الآخر يعتقد ان البريطانيين قاموا بعمل جيد''. وخلال هذا الأسبوع قامت القوات البريطانية بآخر دوريات لها خارج القاعدة الرئيسية لقوات التحالف في البصرة قبل تسليم المهمة بشكل كامل إلى القوات الأمريكية. وكانت بريطانيا قد سلمت بالفعل نهاية مارس الماضي مهام قيادة قوات التحالف في البصرة إلى الجيش الأمريكي. وخلال الأيام والأسابيع القادمة ستتسارع وتيرة عمليات سحب الجنود البريطانيين من العراق والمقدر عددهم حاليا بنحو .3700 وبنهاية جويلية المقبل تستكمل عملية الانسحاب على أن يبقى نحو 400 جندي فقط لأغراض تدريب القوات العراقية، وكانت بريطانيا قد شاركت مع الولاياتالمتحدة في غزو العراق في مارس 2003 ومازال قرار حكومة رئيس الوزراء السابق توني بلير بالمشاركة في الحرب، مثار جدل حتى الآن. يشار الى ان انسحاب القوات البريطانية ياتي بعد خمسين عاما من خروج مماثل لها من العراق في ماي ,1959 عندما غادر الجنود اخر قاعدة لهم في الحبانية، غرب مدينة الفلوجة لانهاء وجود بدا عام .1918والبصرة ثالث مدن العراق ورئته الاقتصادية حيث يتم انتاج وتصدير غالبية الكميات النفطية، وقد عاد المطار الى السيطرة العراقية قبل أربعة أشهر. وياتي بدء انسحاب القوات البريطانية فيما يسجل ارتفاع في وتيرة اعمال العنف خلال الشهر الجاري، حيث ضربت سلسلة من التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة بغداد موقعة اكثر من 300 شخص. ورغم ذلك، فقد اعتبرت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون خلال زيارتها المفاجئة الى بغداد السبت الماضي ان الموجة الاخيرة من العنف لن تعرقل استقرار هذا البلد الذى مزقته الحرب.