لا ندري ما هي المعايير الحقيقية التي أدت بالمنظمة العالمية للصحة بتغيير اسم مرض ''أنفلونزا الخنازير'' إلى اسم آخر، بدعوى عدم الإساءة إلى ''الحلالف''، الجميلة الوديعة ذات الأنوف ''المنقودة''، و''الزعكات'' الانسيابية، والأسنان البراقة، والأفواه الشبيهة بفي ''مارلين مونرو''. نحن لسنا ضد الخنازير، ولا ضد ''الحلالف'' وما أكثرهم، لكن لا بد من الوقوف وقفة جدية بعد الاعتذار من بريجيت باردو أمام هذا التمييز الفاضح الصارخ والعنصري بين الحيوانات، فأيام أنفلونزا الطيور الذي شغل العالم أشهرا عديدة، لم يفكر ''أرباب'' العالم في تغيير اسمه، ولم يُتحدث حينذاك عن إساءة ما إلى الدجاج، لأنه ربما ليس في مستوى وداعة وجمال ورقة وطيبة ''الحلالف''، أو ربما لأن الدجاج و''الفراخ'' هي الأكلة رقم واحد عند المسلمين. والواضح أن الأمر غير بريء عن الإيديولوجية، كيف لا وقد جاء بعد ساعات من تصريح وزير صهيوني ينتقد تسميته بأنفلونزا الخنازير، على اعتبار أنه نجس عند اليهود والمسلمين، في الوقت الذي يرى فيه نصارى هذا العالم بأنه حيوان مثقف الدلال، وهو ما أدى بمنظمة الصحة العالمية إلى تغيير التسمية إكراما لعيون ''الحلوف''، وفي نفس انتقاد حكومة مبارك على أساس إسرافها في ذبح ''الحلالف'' حفاظا على الصحة العمومية في مصر. ولم يبق أمام هؤلاء إلا تنظيم مهرجان عالمي يقاد الناس إليه قودا ل ''بوس'' الخنازير من ''خناشيشها'' اللطيفة، وهو السر في تنزيهها عن إنتاج الفيروسات ونشرها، على خلاف الدجاج الذي لا يمكن ''بوسه'' وهو يملك المناقير المدببة التي تصلح لكل شيء إلا ل''التقبيل''، والحمد لله أن العدالة في هذا العالم لا زالت بخير، ما دام ينتصر للظالم ولو كان ''حلوفا''، ويقتص من المظلوم ولو كان دجاجا، في عالم يقوده ''الحلاليف'' ويقاد فيه بالقوة ''الجيجان''، والحمد لله رب العالمين أن فيروس ''الخنازير'' ارتاح من سفر التنقل يوم أمس بمناسبة الفاتح ماي، بعد أن ألقي القبض على ''حلوف'' صريع في شواطئ القل.