اغتنمت ''الحوار'' مناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، للحديث للكثير من رجال المهنة، وخصوصا أولئك الذين أسعفهم الحظ فيما بعد لتبوء مناصب سياسية بعدما أفنوا أغلب فترة حياتهم في مهنة صاحبة الجلالة، والذين وحتى وإن صعدوا إلى مركز أكبر في السلطات الثلاث الأخرى، إلا أنهم بقوا أوفياء للسلطة الرابعة، ومن بين هؤلاء الكاتب الصحفي والبرلماني الحالي محمد بوعزارة العضو بالهيئة التنفيذية وصاحب ''رائعة مغرب الشعوب التي كانت تبث عبر الأثير في ثمانينات القرن الماضي...''الحوار'' التقته وتحدثت إليه عن رؤيته للتحديات..رهانات وواقع صاحبة الجلالة ..فكان هذا الحديث ... اعتبر الكاتب الصحفي الأستاذ محمد بوعزارة، أن بلادنا تعيش زمن حرية التعبير منذ العام ,1989 وبموجب قانون الإعلام الصادر في العام 1990 والذي أوجد وسمح بإنشاء صحف خاصة أو مستقلة كما هو شائع، وأشاد المتحدث أن هذه الأخيرة قد قطعت أشواطا معتبرة بالنسبة للحرية أو بالنسبة لنوعية بعض العناوين، وحتى بالنسبة للقضايا التجاوزات وعمليات القذف ومس حياة الأشخاص، لكنه أكد أنه وبرغم كل هذا فيمكن اعتبار ذلك قفزة نوعية في جميع المجالات. ولدى تطرقه للعوائق التي تقف في وجه صاحبة الجلالة، ذكر الأستاذ بوعزارة قضية الإشهار، مشيرا إلى وجود عدم تكافؤ الفرص في التوزيع على المستوى الوطني للصحف، حيث تصل إلى القارئ متأخرة أو بكميات قليلة جدا أو أنها لاتصل أصلا، وهذا ما يخلق -حسبه- نوعا من الاختلال في التوزيع والمقروئية، ودعا عضو مجلس الشعب إلى مزيد من التخصص في الصحافة، لاسيما فيما تعلق بالتحاليل المعمقة وهو ما اعتبره ناقصا إلى حد كبير في بلادنا. ولم يترك لنا مدير المحطة الجهوية للتلفزيون بالجنوب الشرقي سابقا -ورقلة - الفرصة للمبادرة بسؤاله حول تصوره لفتح المجال السمعي البصري في هذا الزمن الرقمي، بل بادرنا مباشرة بالقول ''إني اعتقد أنه آن الأوان كما قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أثناء خطاب الترشح وبعد تأديته لليمين الدستورية ''بأن المجال سيتطور أكثر فأكثر''، مضيفا '' أعتقد أنه آن الأوان لإعلام سمعي بصري''، موضحا أنه كان ومنذ العهدة الأولى-1997-2002 -التي قضاها كنائب في المجلس الشعبي الوطني ينادي بضرورة فتح المجال وفتح قنوات تهتم بشؤون المرأة والتعليم وكل المجالات. ونبه صاحب حصة ''مغرب الشعوب'' إلى أن المواطن الجزائري إذا لم يجد في أقرب الآجال رغباته وهمومه، لا يمكن التحكم فيه بعد الآن، نظرا -يضيف المتحدث- لأن العالم عالم تخصص، ومشيرا إلى أن العديد من الدول حتى الصغيرة منها فتحت المجال. كما نوه محدثنا بفتح قناتي القرآن الكريم والأمازيغية وهو ما اعتبره بداية طيبة ''يجب أن تتبعها قنوات أخرى، وفي شتى المجالات والتخصصات ومرتبطة بدفتر شروط حتى نتمكن من خلق قطاع سمعي بصري، قادر على المنافسة وقادر على الإبداع ويربط المشاهد ببلده وبثقافتنا وبكل الميولات''. إلى ذلك، وفي رده على سؤال جدلي يتعلق بين لمن ستكون الغلبة ''للصحافة في طبعتها الورقية أما للصحافة الإلكترونية''، هنا اعتبر محدثنا أنه من الصعب أن يدلي الإنسان برأي في هذا المجال دون المرور عبر استطلاعات للرأي تكون مبنية على أساس علمي، لكنه برغم ذلك قال ''أعتقد أن الصحافة الإلكترونية قد بدأت تجد رواجا ولدى فئة معينة من القراء، إلا أنها لا توجد لها ضوابط وأخلاقيات تحتكم إليها''، متسائلا ''هل يمكن القول بأنها صحافة معلومات، أو مواضيع أم أنها من أجل النقد أو إشباع رغبات معينة، أعتقد أن هذا النوع يحتاج إلى أخلاقيات وضوابط، لأنها غير مؤسسة ولذلك لا يمكن التنبؤ بتطورها رغم أنها ستتحول إلى حدث عندما تحكم ببعض القوانين''. كما شدد بوعزارة على أن الصحافة المكتوبة-الورقية- لا يمكن لها الموت مثلها مثل الكتاب الذي تنبأ له الكثير من الناس بالنهاية مع الأنترنت، ومع ذلك فما زال قراءه ومازال له أتباعه أكثر من الكتاب المعرض عبر الأنترنت، وكذلك الأمر بالنسبة للجرائد فيبقى أن لكل نوع من هذه الأنواع والجرائد المكتوبة والالكترونية مجال خاص به، يبقى أننا نود أكثر تخصص لهذه الأنواع في المستقبل وفق وضع آليات قانونية حتى نجد الكثير من القراء. هذا وختمنا الحديث مع الكاتب الصحفي ورئيس تحرير الشاشة الصغيرة- التابعة للتلفزيون الجزائري- سابقا عن نظرته وتقييمه لتجربة الصحفيين الجزائريين الذين هاجروا إلى الخارج، والذين يعملون في الفضائيات والإذاعات والمحطات المرئية العربية والدولية، هنا علق الأستاذ محمد بوعزارة، أنه من الصعب تقييم تجربة الصحفيين في لحظات قصيرة، مشيرا إلى أنهم سواء من عملوا في الصحف الدولية أو القنوات التلفزيونية، لاسيما وأنهم لا يقلون قدرة ولا كفاءة عن غيرهم وأن الكثير منهم أكثر جدارة من غيرهم، وهذا دليل على أن الجامعة الجزائرية لم ولن تكون رديئة لأنها أنجبت كثيرا من الصحفيين الكبار والمعروفين وهذا يدل على أن الجزائر قادرة على رفع التحدي وبإمكانها خلق الجديد وكسب الرهانات والمساهمة في تنوير الرأي العام الوطني والدولي''. وتمنى الكاتب الصحفي في الأخير كل النجاح لهم، ولأولئك الذين يعملون في الخفاء، وكافة أفراد الأسرة الوطنية للإعلام والمزيد من المثابرة والعمل في خدمة القارئ الجزائري والعالمي.