معظم جرائم القتل التي تعرضها محكمة الجنايات خلال جميع دوراتها تحدث في شهر رمضان المعظم، فعوض أن يكون هذا الشهر للتسامح وكظم الغيض يقدم فيه البعض على ارتكاب جرائم شنيعة وهذا ما حدث مع المتهم (ر.حمزة) الذي قتل جاره بباب الواد بسبب مناوشات كلامية حول ركن السيارة أين وجه له طعنتين واحدة بأعلى الفخذ الأيمن والأخرى بمركز القلب وهي التي أدت إلى وفاته. المتهم وخلال جميع مراحل التحقيق أكد أن الضحية هو من استفزه وأنه لم يكن يقصد القتل وصرح عند مصالح الأمن أنه كان يعمل بمحاذاة منزله وأمام طريق كانت تمر به السيارات، حيث كان يبيع أدوات مدرسية لأن التلاميذ وقتها كانوا على مقربة من الدخول المدرسي، وتزامن الوقت مع شهر رمضان المعظم وفيما هو على الطريق جاء الضحية وركن سيارته أمام طاولته فطلب منه مغادرة المكان إلا أنه أبى ذلك، مستفزا إياه بعبارات مهينة فأخذ السكين الذي كان يحتفظ به للدفاع عن نفسه وحاول في البداية تخويفه ولم يشعر بنفسه إلا وهو يطعنه، وهي نفس الأقوال التي أدلى بها لدى مثوله أمام المحكمة، فيما أكد الشاهد في القضية أن الضحية كان يمزح مع المتهم إلا أن هذا الأخير أقدم على طعنه. ممثل الحق العام أسهب في مرافعته على إدانة المتهم وقال إنه سلب حياة بريء رغم أن الله عز وجل هو الوحيد الذي منح الحياة وهو الوحيد الذي له حق في أخذها، وأضاف أن المتهم ارتكب جريمته في شهر رمضان وهو شهر التوبة والغفران، ففي حين كان ينبغي أن يستغل الشهر في الصلاة والصيام والقيام أقدم على جريمة اقشعرت لها الأبدان، وأكد أن المتهم كان يقصد القتل، فقد وجه طعنتين للضحية، الأولى استهدفت منطقة الفخذ الأيمن والثانية جاءت بمركز القلب وقد أثبت تقرير الطب الشرعي أن عمق الطعنة وصل إلى 2 سم، وأن الضحية توفي متأثرا بهذه الأخيرة، وأضاف في آخر مرافعته أن الضحية كان صديق المتهم وجاره بنفس الحي، وكانا يدرسان معا وكل هذا لم يشفع له ليلتمس في الأخير معاقبته بالمؤبد، في حين حاول الدفاع تبرير فعل موكله، وذكر أن القتل لم يكن عمديا بل كان جرحا أدى إلى الوفاة دون قصدها، وبعد المداولات قضت المحكمة بالحكم المذكور أعلاه.