وزراء خارجية الدول الإسلامية يناقشون ظاهرة الاسلاموفوبيا افتتح وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي في دمشق الدورة السادسة والثلاثين لمجلسهم التي ستتمحور حول ''تعزيز التضامن الإسلامي'' ومناقشة مسألة الاسلاموفوبيا وعملية السلام في الشرق الأوسط. ويشارك في هذه الدورة وزراء خارجية الدول الإسلامية 57 وزير خارجية أو ممثلون عنهم ومراقبون من مختلف دول العالم من بنيها الجزائر التي ستكون ممثلة بعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية . و في افتتاح الاجتماع دان الأمين العام للمنظمة اكمل الدين إحسان اوغلو جهود تهويد القدس ودعا إلى تضافر جهودها من اجل محاكمة ''من ارتكب الجرائم في غزة''. وقال إحسان اوغلو إن ''القدس الشريف والمسجد الأقصى يتعرض لحملة شرسة تهدف إلى تهويدها وطمس الهوية العربية فيها''. ودعا إلى ''تسارع دعم صمود هذه المدينة المقدسة وأهلها سياسيا وماديا''. وتحدث إحسان اوغلو عن زيارته غزة، موضحا انه رأى ''جرائم حرب مشهودة واستخدام أسلحة محرمة دوليا''، داعيا إلى تضافر ''جهودنا لمحاكمة من ارتكب هذه الجرائم". وقد شن الرئيس السوري بشار الأسد هجوما حادا على إسرائيل في افتتاح أعمال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية، واتهمها بأنها العقبة الأساسية لعملية السلام، وقال الأسد في كلمته التي ألقاها أمس السبت في افتتاح المؤتمر : '' هناك أطراف لم تستطيع الإفادة من الماضي بل تعتمد على القوة لنهب الشعوب وهذا هو حال اسرائيل اليوم.. وعندما أقول اليوم فأنا لا أعني 6 عقود من الاحتلال بل أيضا 17 عاما منذ مفاوضات مدريد لم تحقق شئ''؟ وأضاف '' إذا كان هناك نقطة ايجابية للمفاوضات فهي أنها عرت اسرائيل أمام العالم فهي كانت تروج أنها الحمل الوديع الذي يروج للسلام مع الذئاب المحيطين لكن فشل مفاوضات السلام أوضح أنها المعرقل ...نحن بسوريا لم نغير موقفنا تجاه السلام كهدف استراتيجي يجب الوصول إليه في يوم من الأيام". وتساءل الأسد هل تريد إسرائيل السلام وهي ترتكب المجازر في لبنان وغزة ، مشيرا إلى أنها تعمل دائما على عرقلة أي حلول نحو السلام ، وأضاف :'' حكومة اسرائيل اليوم أكثر الحكومات تطرفا وإرهابا في تاريخها فكيف يمكنها التقدم نحول عملية السلام''، في إشارة إلى حكومة بنيامين نتنياهو. وتابع قائلا:'' إسرائيل تعمل على الموت البطئ لغزة وتخريبها عن طريق عملية تهويد القدس .. يجب أن نتكاتف ونقف في وجه تهويد القدس والذي يهدف لإلغاء الطابع الروحي لهذه المدينة". واضاف '' بعض الدول الغربية تقلب المفاهيم من خلال اتهام المقاومين في بلادنا العربية بالإرهاب ويصفونهم كأنهم عصابات ''، موضحا '' أن فشل العمل السياسي يعطي الحق للمقاومة للقيام بواجبها من أجل استعادة حقوقها الشرعية". وقال :'' إن السنوات القليلة الماضية حفلت بتطورات واسعة أصابت العالم وزعزت استقراره، وكانت الدول الإسلامية في مقدمة الدول التي تأثرت بذلك ، وترافقت التطورات بحملة محمومة على الإسلام لتشويه صورته كمرجعية لشعوبنا وعلى المسلمين لعزلهم والحط من شأنهم ''. وأضاف : '' إن إرغام الدول على النهي عن تمسكها بمستحقاتها ورفضها التدخل في شئونها الداخلية كان أخطر ما ثار الحديث فيه بالمقولات التي تنفخ الحقد الكراهية''.وتابع: '' دائما تصب تهم الإرهاب على المسلمين ويتم اعتماد الأمر كاستراتيحية لفرض العزلة والحصار تمهيدا للحرب الاستباقية عليهم ومحاولات تقسيم الدول". ويتصدر جدول أعمال المؤتمر مسألة الصراع العربي الإسرائيلي وتطورات الأوضاع في مدينة القدس الشريف والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليها إضافة إلى الوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في الجولان السوري المحتل واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية . كما سيبحث الوزراء الوضع في العراق والتطورات الراهنة في الصومال والوضع الحالي في السودان لجهة حشد موقف إسلامي مشترك تجاه مذكرة محكمة الجنائية الدولية وقضية إصلاح مؤسسات الأممالمتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي.