أصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي بمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيسها، ملفا خاصا في العدد الحادي عشر من مجلة "المنظمة". وتضمّن هذا العدد الخاص من المجلة، العديد من الملفات المتنوعة من بينها "الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية"، "وفد المنظمة يحقق إنجازا دبلوماسيا في بكين"، "مسيرة منظمة المؤتمر الإسلامي، قفزة نوعية من قمة الرباط 1969 إلى قمة دكار2008 " و"مستقبل المنظمة واعد جدا". وجاء في مقدمة المجلة بقلم الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى، أنّ هذه المنظمة استطاعت خلال أربعين سنة تحقيق خطوات كبيرة حتى باتت منظمة حكومية دولية ذات مقومات وأطر مؤسسية تسعى لخدمة وحماية مصالح الأمة الإسلامية وتحتل موقعا بارزا بين المنظمات الدولية المؤثرة. وأضاف أن القمة الاستثنائية الثالثة التي انعقدت في ديسمبر 2005، شكلت منعطفا حاسما في التاريخ المعاصر للعالم الإسلامي، من خلال اعتمادها على برنامج العمل البشري الذي يعد خارطة إعادة هيكلة المنظمة، كما جسد اعتماد ميثاق جديد للمنظمة في عام 2008، محطة مهمة باعتبار أن عملية تعديل نص الميثاق عملت على تهيئة رؤية ومهام جديدة للمنظمة. وأكد مدير المنظمة أن معاناة الشعب الفلسطيني تتصدر قائمة تطلعات المنظمة، بالإضافة إلى أهمية أن تعيش شعوب العالم في سلام واحترام وتوقيف مظاهر الإساءة والسب تجاه الدين الإسلامي وثقافة المجتمعات الإسلامية. مستطردا أن المنظمة تهتم أيضا بتسريع دوران عجلة التقدم الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق إنجازات تنموية اقتصادية، علاوة على الحد من الأمية والفقر والأمراض الوبائية في العالم الإسلامي. وتناول هذا العدد من المجلة العديد من الملفات مثل "الدورة السادسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية" التي انعقدت في سوريا، وانبثق عنها "إعلان دمشق" الذي جاء فيه أن مناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس المنظمة والتي كان حريق المسجد الأقصى الحافز المباشر لإنشائها، جاء ليؤكد على دور المنظمة في حماية مصالح وحقوق الدول الإسلامية وشعوبها. من جهته، أصدر المرصد التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي حول"الإسلاموفوبيا"، تقريره السنوي الذي يشتمل على ستة فصول تحدد مظاهر الإسلاموفوبيا المعاصرة، الذي خلص إلى أن انتشار هذه الآفة يتعارض مع القيم الإنسانية الأساسية، كما دعا إلى حوار صريح وصادق يرمي إلى الالتقاء بين الأديان. وضم هذا العدد حوارا مع وزير خارجية سوريا، وليد معلم الذي تحدث عن نتائج الدورة وسبل دعم المنظمة وتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء. أخبار أخرى متفرقة تخص بالدرجة الأولى فلسطين، مثل إدانة مصادرة إسرائيل مساحات شاسعة من أراضي الضفة الغربية والتحذير من انعكاسات سياسات إسرائيل على آفاق السلام في الشرق الأوسط ومواضيع أخرى حول لبنان، اندونيسيا وإيران. وكتب عصام الشنطي رئيس تحرير المجلة حول مسيرة المنظمة من قمة الرباط 1969الى قمة داكار 2008، بحيث رأت المنظمة النور سنة 1969 وتولت على الفور في مقدمة أولوياتها مهمة العمل من أجل تحرير مدينة القدس الشريف، أما عن قمة داكار فقد عرفت تبني قادة الدول الإسلامية الميثاق الجديد للمنظمة الذي يتخذ موقفا ثابتا في رفض وإدانة التعصب والتطرف والإرهاب، وكذا التشديد على مبادئ الحوار بين الأديان والحضارات نحو التفاعل مع العالم الخارجي ونشر الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام. وفي هذا السياق، تم تناول مسيرة المنظمة بالتحاليل، في أكثر من نقطة مثل إدارة الشؤون السياسية وتعاطيها مع الأزمات في العالم الإسلامي، إدارة الشؤون الاقتصادية عن طريق تعزيز التعاون الاقتصادي، إدارة العلوم والتكنولوجيا في ميادين: العلوم والتكنولوجيا والتعليم العالي والصحة والبيئة، إدارة الشؤون الثقافية والاجتماعية، إدارة المجتمعات والجماعات المسلمة وإدارة الإعلام من خلال التواصل والتفاعل. وفي السياق نفسه. تم التطرق في هذا العدد أيضا إلى الأجهزة المتفرعة عن المنظمة وهي مجمع الفقه الإسلامي الدولي، مركز البحوث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية، والجامعة الإسلامية للتكنولوجيا. أما عن المؤسسات الخاصة التابعة لها فهي مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وكالة الأنباء الإسلامية الدولية، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. بالمقابل، تتوفر المنظمة على مؤسسات منتمية من بينها الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، منظمة الاتحاد الإسلامي لمالكي البواخر، اتحاد المستشارين من البلدان الإسلامية، الفرقة الإسلامية للتجارة والصناعة، منظمة العواصم والمدن الإسلامية، الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية والأكاديمية الإسلامية العالمية للعلوم.