يتوجه اللبنانيون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار نواب البرلمان الجدد في انتخابات توصف بأنها مصيرية، واستخدمت فيها كل طرف جميع ما لديه من أوراق. وقد انتهت أول أمس الحملات الانتخابية رسميا, حيث كثف المرشحون دعاياتهم قبيل الاقتراع, والتقى المرشحون في أنحاء لبنان بالناخبين في دوائرهم في جهود اللحظات الأخيرة لكسب تأييدهم. ويتنافس في تلك الانتخابات حزب الله ويتحالف معه الزعيم المسيحي ميشال عون في مواجهة الأغلبية التي يقودها تيار المستقبل والمعروفة بقوى 14 آذار التي فازت بانتخابات .2005 و يتوقع أن تحتدم المنافسة بين مختلف القوى اللبنانية دون أن يتمكن أي طرف من تأمين فوز مريح، وسط ترجيحات بأن تسفر الانتخابات عن حكومة وحدة وطنية تشبه الحكومة الحالية. وتجرى الانتخابات وسط أجواء يمكن أن تسفر عن أحداث عنف. لكن في مقابل ذلك قال وزير الداخلية زياد بارود إنه يتوقع أن تسير الانتخابات بسلاسة. وقال للصحفيين إن وزارته تأخذ كل المخاوف بعين الاعتبار, معربا عن ثقته الكاملة بالجيش وقوات الأمن الداخلي.ومن المقرر أن تنشر قوات الأمن اللبنانية 50 ألفا من أفرادها في أنحاء لبنان بهدف الحفاظ على الأمن أثناء عملية الانتخابات التي يراقبها نحو مائتي مراقب دولي.وقد شهد لبنان فترة من الهدوء قبل الانتخابات بعد أن كانت البلاد قد وصلت إلى نقطة الغليان العام الماضي عندما دفع التوتر السياسي والطائفي لبنان إلى حافة حرب أهلية. وقد قتل أكثر من مائة شخص في عنف طائفي قبل التوصل إلى اتفاق أدى إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وكانت الولاياتالمتحدة قد قالت إنها ستعيد النظر في مساعداتها للبنان على ضوء تشكيل الحكومة القادمة وسياساتها، ولكن محللين في واشنطن يستبعدون احتمال الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأميركية للبنان إذا ما فاز حزب الله وحلفاؤه بالانتخابات. من جهة أخرى أكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بالوكالة السفير جيفري فيلتمان أن الانتخابات اللبنانية سيكون لها تأثير قوي على تعامل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي مع هذه الدولة ، ومن السذاجة الاقتناع بغير ذلك. وقال فيلتمان في حوار مع صحيفتي ''النهار'' اللبنانية و''الحياة'' اللندنية :'' سيكون لهذه الإنتخابات تأثير على مواقف العالم من طبيعة الدولة اللبنانية بعد الإنتخابات، وعلى طريقة تعامل الولاياتالمتحدة مع لبنان، وعلى مواقف الكونغرس بالنسبة إلى مستوى المساعدات وأنواعها''. وأضاف :'' عندما يدّعي حزب الله أنه لن يكون هناك أي تأثير وأنه غير مهتم بالأمر، فإنني اعتقد أن اللبنانيين بحنكتهم وذكائهم يدركون عكس ذلك". وتابع :'' أحد سياسييكم يطرح مقولة تدعي أن المسيحيين اللبنانيين يجب ألا يعتمدوا على الولاياتالمتحدة، وأنا آمل في أن يكون اللبنانيون قد استمعوا بدقة إلى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي تضمن إشارة محددة إلى أوسع طائفة مسيحية في لبنان، أي الموارنة، عندما تحدث عن ضرورة احترام جميع شعوب المنطقة بما فيها الأقليات" . وأعرب فيلتمان عن أمله في أن ''يسأل اللبنانيون أنفسهم: هل نريد أن نكون إلى جانب المجتمع الدولي، وقريبين من المواقف التي ركّز عليها الرئيس أول من أمس؟، آمل أن يقولوا نعم''. ورأى السفير فيلتمان أن كلام أوباما ''رسالة آمل أن يتعامل معها الشعب اللبناني بجدية، كما آمل في أن يرغب في أن يكون جزءاً من الشراكة التي طرحها الرئيس ورحب بها العالم".