تبدع أنامل السيدة حامة، إحدى أشهر صانعات الحلويات التقليدية بالعاصمة، في تشكيل أجمل أنواع الحلويات التي تتفنن في إدخال اللمسة العصرية عليها تاركة بصمتها الجمالية الخاصة، والتي تجعل العين تنهى اللسان عن تذوقها حفاظا على جمالها، خبرتها الطويلة في الميدان سحمت لها بتكوين ربات البيوت ومشاركة العاصميين أفراحهم وأعيادهم، فمن السيدات الماكثات بالبيت ممن لا تستغنين عن حلويات هذه السيدة أيام العيد لتزيين مائدة القهوة واستقبال الضيوف المميزين. أبت السيدة حامة في لقاء خاص جمعها ب ''الحوار'' أن تفصح عن سر تميز حلوياتها التي ذاع صيتها لدى العاصميين، وفضلت على حد تعبيرها أن تبقي سر مهنتها ضمن المحيط العائلي معتبرة إياه مفتاح النجاح الذي نقلته لابنتها فقط والتي لا تقل مهارتها هي الأخرى عن مهارة والدتها في الوقوف على تلبية طلبات الأعراس والولائم اللامتناهية طيلة السنة. إلا أنها لم تمانع في مناقشة واقع عالم صنع الحلويات التقليدية بالعاصمة الذي يشهد منافسة محتدمة بين المعلمات اللواتي تحاول كل واحدة منه أن تنفرد أو تعتلي كرسي الريادة دون منازع، فهي الحرب الباردة بينهن من ناحية ابتكار ألوان وأشكال جديدة مع المحافظة على القاعدة الأصلية لكل نوع. ازدياد المنافسة محفز للإبداع قالت السيدة حامة وهي تعرض لنا أجمل أنواع الحلويات العاصمية التقليدية أن احتدام المنافسة بين صانعات الحلويات على عكس ما ترى فيه الكثيرات منها منافسة على كسب الزبائن والانفراد بالسوق، تجده شخصيا دافعا قويا من أجل الإبداع بحثا عن التميز وترك البصمة الخاصة أو كما قالت بطاقة التعريف المهنية أو جواز السفر الذي يسمح لمنتجاتها دخول منازل وأفراح العاصميين دون تخوف من بقية المنازعات. فبدل أن تقف وقفة المحتارة في كيفية الصمود وسط الكم الهائل من صانعات الحلويات، تخصص هذه السيدة وابنتها كل ما أوتيتا من جهد وفكر في ابتكار أشكال وألوان جديدة فتجربن كل ما يتبادر إلى أذهانهما وخيالهما وفي كل مرة تسجلان الملاحظات وكأنهما في مختبر ضمن رحلة بحث أو مهمة لإيجاد دواء ما ستنقذان به الإنسانية، ففعلا هما تبحثان عن إنقاذ العائلات العاصمية من روتين تزيين موائد قهوة أفراحهم بنفس اللون آو النوع من الحلويات، فالإنسان بطبعه محب للتميز والتألق وكيف لا إذا ما كانت المناسبة سعيدة فيريدها أن تكون أسعد باستماعه إلى إطناب ضيوفه حول رقي الحلويات التي أكرمهم بها، أوضحت السيدة حامة، مضيفة، لا أتخوف من المنافسة فجميع صانعات الحلويات تعتمدن على نفس القاعدة التقليدية في صنع أي نوع كان، مع محاولة إضفاء لمسة عصرية تواكب التطور، وبصمة خاصة سواء من ناحية الشكل أو الذوق. حلوياتها على الموعد في موائد الأعياد أوضحت السيدة حامة التي فتحت مؤخرا باب منزلها لتعليم السيدات والفتيات هذا الفن الراقي، أن المشكل الوحيد الذي يواجهها في عملها هو عم استقرار أسعار المواد الأولية خاصة المكسرات التي تعتد عليها بشكل رئيسي، حيث يؤثر ارتفاع وانخفاض أسعارها على تحديدها هي الأخرى لأسعار منتجاتها، وكذا على تعاملها مع الزبائن خاصة الأوفياء الين غالبا ما يفاجئون بتغييرها، إلا أنهم يحدون أنفسهم مجبرين في النهاية لشرائها والرضوخ إلى الأمر الواقع وعدم الصمود أمام إغراء الشكل الذوق الرائع. وتراوح أسعار حلويات السيدة حامة ما بين 40 و80 دينار للحبة الواحدة باختلاف مكوناتها انطلاقا من تلك المعتمد في صنعها على مواد بسيطة وصولا إلى تلك المكونة أساسا من عجينة اللوز، إضافة إلى عامل الإبداع والإنفراد في السوق، كما هو حال النوع الجديد الذي ابتكرته والذي أطلقت عليه تسمية الوريدات والذي يلقى طلبا متزايدا منذ ظهوره إلى الوجود. من جهة أخرى أوضحت السيدة حامة أن زبوناتها لسن من اللواتي تطلبن حلوياتها لأعراسهم وأفراحهم، بل حتى من السيدات الماكثات بالبيت اللواتي لم يسعفهن الحظ في تعلمها، تتطلبنها في الأعياد لتزيين موائدهن.