بحكم إرتفاع درجة الحرارة تكون الشواطئ والمسابح وفضاءات الترفيه والنزهات وجهات الأطفال المفضلة في فصل الصيف، ولأنه فصل لا يخلو من المشاكل الصحية فإن الطفل معرض هو أيضا لمخاطر صحية قد تنغص عليه وعلى أسرته حلاوة التمتع بالعطلة الصيفية. تكثر الجراثيم في فصل الصيف وتلوث الأطعمة بسهولة خاصة إذا كانت من مصادر غير موثوق فيها مثل الأغذية التي تباع على الشواطئ وعلى أرصفة الأسواق والطرقات وغيرها، ونظرا للنشاطات المكثفة التي يقوم بها الطفل أثناء استمتاعه بعطلته فإنه ينجذب نحو تناول الطعام خارج المنزل في المطاعم والبتزريات أو حتى على الشاطئ، وهي الأماكن التي تكثر فيها الإصابة بالتسممات الغذائية، ناهيك عن نظافة الخضار والفاكهة، فهي في هذا الفصل بالذات تتعرض أكثر للغبار ولأشعة الشمس مما يسبب زيادة نشاط الحشرات والبعوض وكذلك الذباب، ولأنهم ذو مناعة جسدية ضعيفة، يتعرض الأطفال بنسب أكبر لحالات التسمم الغذائي، وكثيرا ما يكون السبب تناول الفاكهة والمثلجات. ويقول الدكتور سيدي السعيد أخصائي طب الأطفال في هذا الموضوع أن أهم ما يرافق التسمم الغذائي هو التهاب الأمعاء والتقيؤ والغثيان، ودعا كل الأولياء الى التحلي بالحذر الشديد تجاه ما يقدم لأولادهم من طعام في فصل الصيف خاصة على الشواطئ، وأن يأخذوا احتياطاتهم حتى لا يتعرض أولادهم لتسمم غذائي كالإعتناء بنظافة الطعام المقدم لهم ومراعاة تاريخ تلف المواد الغذائية وأن يمتنعوا عن شراء الأكل المباع على الشواطئ حيث يكون معرضا لأشعة الشمس". وفي موضوع الأكل دائما يلفت الأخصائي الانتباه الى ضرورة التنويع في أكل الأطفال في الصيف مع عدم الخلط. من جهة أخرى، هناك حالات مرضية تصيب الأطفال في فصل الصيف مثل الإلتهابات الجلدية خاصة في منطقة الحفاظات بالنسبة للأطفال الأقل من 3 سنوات، حيث تكون لديهم حساسية ضد رمل الشواطئ فتظهر في تلك المنطقة من الجسم إلتهابات تبدأ على شكل حب ثم يحمر الجلد وقد تظهر فقاعات، والمطلوب هو استشارة أخصائي طب الأطفال أو طبيب جلد، فمن الخطأ الاعتقاد أن ماء البحر يداوي المشاكل الجلدية، بل العكس الماء ينقل الأمراض المعدية، كما يثير محدثنا مضيفا أن كل الفئات العمرية بما فيها المرضى والمصابين بأمراض معدية يسبحون في ماء البحر، الى جانب هذا يتعرض الأطفال في فصل الصيف الى ضربات الشمس فينبه الأخصائي إلى ضرورة عدم تعريض الأطفال الى الشمس خلال فترة الذروة الممتدة ما بين الحادية عشر صباحًا الى الرابعة عصرًا ويفضّل أن تنزع ملابس الطفل المبللة مباشرة بعدالعوم وينشف جيدا ويلبس ملابس أخرى، وأن يمكث تحت الشمسية وألا يتعرض بتاتا لأشعة الشمس، وفي حالة إصابته بضربة الشمس لابد من أخذه فورًا الى الطبيب، وتظهر علامات الضربة في الغثيان، الدوار، آلام في الرأس، تقيؤ وحمى لا تنزل درجتها عن 39، وإذا لم تنخفض هذه الدرجة بالحمامات والكمادات الباردة وإعطاء الطفل المصاب الكثير من الماء والسوائل للشرب، يؤخذ للإنعاش على عجل حتى يتم إنزال درجة الحمى إكلينكيا وإلا فإن عواقبها ستكون وخيمة على عمل دماغ الطفل مستقبلا. وفي الأخير هذه مجموعة نصائح صيفية يقدمها الأخصائي "سيدي السعيد" يجب مراعاتها. عدم تعريض الطفل لأشعة الشمس لساعات طويلة.. إعطاء الطفل الكثير من السوائل للشرب حتى لا يتعرض الى الجفاف، وعلى الشاطئ لابد من مضاعفة ذلك كونه يتعرق. التخفيف من النشاطات البدنية للطفل كالمشي لمسافات طويلة خصوصا عند اشتداد درجات الحرارة. الحرص على نظافة المأكولات، وألا يأكل الطفل من الأطعمة التي تباع على الشواطئ والإكثار من الفواكه للمحافظة على حيويته. أن يرتدي الطفل ملابس قطنية تمتص العرق. من الأفضل أن يستحم الطفل 3 مرات يوميا عند الصباح، عند الظهيرة، وقبل النوم ليساعده على النوم الهادئ.