تبقى السياحة الحموية في كل من بلديتي ''حمام الضلعة'' و''المسيلة'' في حاجة إلى تثمين حسب ما أكده مصدر بمديرية القطاع بالولاية. وحسب ذات المصدر فإن السياحة الحموية بالولاية يمكن أن تلعب دورا هاما في ترقية القطاع باعتبارها تستقطب زوارا من عدة بلديات مجاورة لبلديتي ''المسيلة'' و''حمام الضلعة'' مما يمكن من رفع مداخيل البلديتين وينهض بهما اقتصاديا. واستنادا إلى ذات المصدر فإن السياحة الحموية تتمثل في منبع ''حمام الضلعة'' (29 كلم شرق المسيلة) يحضنه السهل بين أعالي جبال ''جدوغ'' جنوبا و''كاف العسل'' شرقا على امتداد ''وادي لقمان''. وأشار المصدر إلى أن ''وادي لقمان'' بالقرب من ''حمام الضلعة'' يحتوي على عديد المنابع الحموية المتميزة بمياهها الحارة ''التي للأسف لا تزال مستغلة بطريقة تقليدية'' بالرغم من خاصيتها العلاجية لأمراض الجلد، ما جعلها مقصد العديد من سكان المناطق المجاورة ''لحمام الضلعة''، ولعل ما يجعل منطقة الحمامات ب''حمام الضلعة'' فرصة للاستثمار هو وقوع المنابع في منطقة غابية تشتهر بالصيد، كما تضم ''تارمونت'' (25 كلم جنوب حمام الضلعة) مواقع آثرية رومانية بإمكانها أن تشكل في المستقبل عامل دمج بين السياحة الحموية والأثرية (الثقافية). واستنادا الى مصالح قطاع السياحة بالولاية فإن منبع حمام ''بلعريبي'' بإقليم بلدية ''المسيلة'' بالقرب من ''سد القصب'' يتميز بمياه متدفقة بما يزيد عن 20 لترا في الثانية ممزوجة بالكبريت، وينصح بها لعلاج أمراض المفاصل والجلد والأعصاب. ويوجد هذا المنبع في الضفة اليسرى ل''وادي القصب'' ويشكل إطارا رائعا للاستحمام خاصة فيما يتعلق بمسطحه المائي والاخضرار الفاتن، ما يجعله فضاء جد ملائم للترفيه والتسلية. الينابيع والحمامات فرصة استثمار هامة لا تكلف الكثير من المال وتسجل ذات المصالح أنه بالرغم من قدم الينابيع الحموية إلا أن الاستثمار فيها يبقى منعدما، حيث يقتصر على استغلال حمام ''الخرابشة'' بمدينة ''حمام الضلعة'' بطريقة تقليدية، فيما توحي كل المؤشرات بإمكانية استغلاله بطريقة عصرية باعتباره مقصدا للمستحمين طوال السنة. وتنحصر أسباب الاستغلال التقليدي للحمام - حسب ما علم من البلدية - في الملكية الخاصة للحمام، حيث تفضل العائلة المالكة له استمرار استغلاله بهذه الطريقة رغم الإقبال المكثف عليه، والذي يزيد خلال فصل الصيف عن 200 مستحم يوميا. وفي ذات السياق تنعدم الحملات الإشهارية والدعائية لباقي الينابيع الحموية الواقعة على ''وادي لقمان'' ب''حمام الضلعة ما جعلها مجهولة لدى عامة الناس على المستويين المحلي والوطني وهذا رغم كون الينابيع تمثل فرص استثمار هامة جدا وقد لا تكلف الكثير من الأموال. وفيما يتعلق بحمام ''بلعريبي'' ببلدية ''المسيلة'' فيعتبر حسب المتتبعين المحليين لشأن السياحة الحموية موقعا استثماريا لا نظير له كونه يقع بمحاذاة ''سد القصب'' ويتدفق بكثافة ما يجعله وسيلة علاجية لأمراض الجلد. وتتلخص أسباب عدم الاستثمار في هذا الحمام الذي يقصده صيفا ما لا يقل عن 500 زائر يوميا في كونه غير مهيأ من طرف البلدية المالكة له التي يفترض - حسب ما علم من مصالح الولاية - أن تقوم بإنجاز المسابح على محيط الحمام، وهذا لتوسيع السباحة التي تقتصر في الوقت الحالي على تقرب السباحين من منبع الماء وكثيرا ما ينتظرون دورهم نظرا لكثافة الزوار. وأفادت بلدية ''المسيلة'' من جهتها بأنه إلى حد الآن لا يوجد تصور مستقبلي لحمام ''بلعريبي'' وهذا نظرا للعديد من الأسباب، من بينها وعورة المنطقة التي يوجد بها والتي تستدعي تسخير أموال ضخمة للاستثمار، يذكر أن حمام ''بلعريبي'' يصبح في فصل الصيف ملاذا للشباب والمواطنين من أجل الاستحمام والسباحة.