كل شيء في الجزائر كان خياليا ..عرسا افريقيا عاشته مدن وشوارع وولايات الجزائر على مدى 15 يوما.. فرحة وزهوة صنعها فنانون وكتاب القارة السمراء.. اليوم والجزائر تسدل الستار على اكبر تظاهرة ثقافية احتضنتها في طبعتها الثانية بعد 40 سنة من الغياب ''المهرجان الثقافي الافريقي''، تكون قد سجلت اكبر عودة في تاريخ الثقافة الافريقية. فهذا الحدث الثقافي الكبير اكد عمق العلاقة بين الافارقة واكد مرة اخرى ان القارة السمراء قوة واحدة وشعب واحد.. وان المتشددين قلة ولو انهم يملكون اسلحة القمع.. بدون مفاجات ولا صدامات انتهى العرس الافريقي بالجزائر، عرس اعتبره كثيرون بداية متفائلة لاعادة توفيق اوضاع الثقافة الافريقية لمساندة المحاولات الجادة والصادقة للنهوض بصناعة السينما التي عانت من تدهور ملحوظ في الاعوام الاخيرة. وكانت اهم مظاهر تراجع عدد ونسبة الافلام الجديدة المنتجة بشكل ينذر بحالة كساد مرتقبة.. فبعد ان كانت الافلام الجديدة التي يتم انتاجها في العام الواحد عشرات الافلام صار استكمال انتاج وتصوير وتنفيذ اربعة افلام في العام الواحد انجازا يستحق الاشادة. ولعل ما يدعو للتفاؤل في هذا العرس الثقافي ايضا ان وزارة الثقافة تخلت اخيرا عن حذرها وترددها القديمين واعلنت لاول مرة عن اعتزامها دعم صناعة السينما المتدهورة، بعد ان كان مسؤولوها في الجزائر، كما في الدول الافريقية، يؤكدون ان الوزارة ليست مسؤولة عن الانتاج السينمائي الذي ظنوه واعتبروه مسؤولية شركات الانتاج الخاصة.. ففي العرس الافريقي اعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي دعم هيئتها للانتاج السينمائي سنويا عن طريق انشاء صندوق خاص لدعم السينما وتخصيص نحو 8 ملايير د ج مساهمة منها في تقديم 6 افلام ذات انتاج افريقي مشترك. فكان ذلك التصريح نهاية سعيدة للمهرجان اعادت الامل الى السينمائيين الذين كان يؤلمهم ويحزنهم ان وزارة الثقافة ظلت في الاعوام الاخيرة الماضية تراقب تدهور صناعة السينما الافريقية من موقف المتفرج السلبي.