أجلت محكمة الجنح بمجلس قضاء العاصمة الفصل في قضية اختطاف المدعوة (أ.أ) وهي مصابة بإعاقة ذهنية مئة بالمائة، أين احتجزها أربعة أشخاص مدة 10 أيام واعتدوا عليها جنسيا حسب ماورد في تقرير الطبيب الشرعي، وقد مثل المتهمون سابقا أمام محكمة بئر مراد ريس لتستأنف القضية من جديد طالب خلالها ممثل الحق العام وكذا دفاع الضحية بتكييف القضية على أنها جناية نظرا للضرر الذي لحق بالضحية. القضية تعود لتاريخ 09 ديسمبر 2007 عندما تقدم المدعو ( م.أ) بشكوى ضد مجهولين مفادها أنهم قاموا باختطاف ابنته المدعوة (أ.أ) معوقة مئة بالمئة وهذا بتاريخ 04 ديسمبر 2007 حيث توقفت سيارة من نوع شوفرولي وصعدت ابنته على متنها ولاذوا بالفرار، وفي 08 ديسمبر 2007 اتصلت الضحية بمقر عائلتها وصرحت لهم أنها على مستوى مقر أمن مقام الشهيد للإبلاغ عن الشخص الذي منعها من الرجوع إلى مسكنها، وقد تم التأكيد على ذلك بعد الاتصال بمصالح أمن سيدي أمحمد، إذ تبين فعلا أن الضحية حضرت وتم إخلاء سبيل المتهم (م.س) الذي كان مرافقا لها لعدم رجوع المعنية بتاريخ 12 جانفي 2007 . المتهمون في القضية عددهم أربعة وهم (ش.ظ) و(ج.م) و(م.س) و(ج.ب) حيث أحيلوا للمحاكمة بمحكمة بئر مراد رايس في 16 جانفي الماضي بموجب التهمة المنسوبة إليهم والمتمثلة في اختطاف شخص وحجزه بالنسبة للمتهم (م.س) والفعل المخل بالحياء بالنسبة للمتهمين الآخرين. خلال تصريح المتهمين بأقوالهم أثناء المحاكمة أنكر المتهم (ش.ظ) الأفعال المنسوبة إليه معترفا بأنه فعلا قد سبق له أن قضى ليلة واحدة منذ عام أما بخصوص هذه الواقعة فقد صرح أنه لم يكن حاضرا بتاتا، كذلك المتهم (م.س) أنكر كل ما نسب إليه مصرحا أن الضحية حضرت رفقة المتهم (ج.ب) وقضيا ليلة بمسكنه، وفي اليوم الموالي أخدها إلى حمام مريغة وقضى الليلة هناك، ثم ذهبا في نزهة إلى مقام الشهيد بطلب منها نافيا اعتدائه على الضحية، وفي مقابل كل هذا المتهم (ج.ب) حضر الجلسة وأنكر كل ما قيل مصرحا بأنه أخذ الضحية بطلب منها على متن سيارة (كلوندستان) مع المتهم (ج.م) وبعد مشاهدته لأم الضحية نزل من السيارة عن طريق النافذة ليلتحق بهم في منطقة السبالة ويقضي ليلتين مع الضحية، حيث قضى الليلة الأولى في غابة موجودة بالسبالة والليلة الثانية في ورشة بناء، مضيفا أنه لم يعتد عليها جنسيا. الضحية حضرت الجلسة وأكدت ما جاء في شكواها مصرحة بأنها هاتفت المتهم (ش.ظ) الذي أخبرها بأنه سيرسل أصدقاءه لأخذها، ثم جاء المتهمون (ج.م) و(ج.ب) و(ش.ظ) على متن سيارة وقاموا بوضعها داخلها رغم معارضة أمها، مضيفة أنها قضت عدة ليال مع المتهمين، وقد اعتدوا عليها جنسيا، لتتمكن من الفرار في مقام الشهيد بعد أن اصطحبها المتهم (م.س). دفاع الضحية التمس الحكم بعدم الاختصاص النوعي كون الوقائع تكتسي طابع جناية واحتياطيا إلزام المحكوم عليهم بدفع مبلغ 40 مليون سنتيم، حيث التمس وكيل الجمهورية تكييف القضية على أنها جناية باعتبار المتهمين شكلوا جمعية أشرار وقاموا بهتك عرض الضحية ملتمسا أصلا عدم الاختصاص النوعي واحتياطيا تسليط أقصى عقوبة مقررة قانونيا.