أعلنت وزارة الثقافة، أول أمس، عن وفاة عميدة موسيقى الإمزاد للتاسيلي ناجيير ترزخ بن عمر عن عمر يناهز 84 سنة، وتكون بذلك منطقة الطاسيلي قد فقدت جزءا من الموروث الثقافي الشعبي العريق الذي ما فتئت نساء المنطقة تعمل على الحفاظ عليه. ويرى ابراهيم بلخير عضو الجمعية الثقافية ''الإمزاد والتيندي'' ببرج الحواس بجانت، أنه من الضروري إيجاد بديل يحمل المشعل للحفاظ على هذا الموروث الثقافي وإنقاذه من النسيان، والعمل على تشجيع وتطوير هذه الموسيقى على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لفائدة السكان المحليين لجنوبنا الكبير. من جهتها أوضحت علواني الزهرة، عون ببلدية جانت، أن الفنانة الراحلة ''تعد مرجعا للثقافة التارڤية وسفيرا لموسيقى الامزاد بالنسبة للجنوب الشرقي من البلاد. و''أن الفنانة قد تمكنت بواسطة هذا النوع من الموسيقى والكلمات الشعرية النبيلة رفع موروثنا إلى العالمية من خلال قصائد تغنى التاريخ المعاصر والحياة اليومية والعادات والتقاليد والأفراح والمآسي'' تقول علواني. كما أبدت علواني أسفها إزاء الفاجعة التي ألمت بسكان التاسيلي والجزائر قاطبة خاصة، فتقول ''رحيل ترزخ رائدة الامزاد هو ضياع وجه من أوجه الثقافة التارڤية، وسندرك ذلك خلال التظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها مستقبلا المنطقة، ولابد من إعطاء الفنانة الراحلة مكانتها وقيمتها الاجتماعية ضمن المجتمع التارڤيس. وتسعى جمعية الامزاد لبرج الحواس ضمن أهدافها إلى المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي بمنطقة التاسيلي ناجر، وحماية الإمزاد الأصيل كتعبير ثقافي عن الهوية. وتعد ترزخ أحد رموز التراث الثقافي اللامادي للجزائر لأنها ساهمت بصفة عظيمة في التعريف بهذا التراث عبر العالم، وعملت الفنانة بصفة جادة وباجتهاد لا يعرف الكلل أو الملل للمحافظة وتثمين الإمزاد. كما مثلت ترزخ سفيرة الإمزاد، الطابع الصحراوي الأصيل، الجزائر في عدة بلدان العالم مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وحتى اليابان، حيث نظمت حفلا لها سنة 2005 رفقة عميد الأغنية التارڤية الفنان الراحل عثمان بالي. وحرصا منها على تبليغ هذه الرسالة الثقافية والعمل على ديمومة فن الامزاد فقد سعت الفنانة الراحلة خلال حياتها إلى تلقين هذا النوع من الموسيقى إلى الجيل الصاعد من الفتيات بمدينة جانت، عن طريق إنشائها لمدرسة تعني بتعليم الامزاد بمنطقة الجنوب الشرقي بين سنوات 2002 و2005 ، وبهدف نقل الموروث الثمين الذي حافظت على أصالته نظمت ورشات لتعليم الإمزاد للفتيات الصغار في بيتها بجانت. للتذكير سعت الفنانة الراحلة ضمن المشروع إلى تعليم هذا الفن لأترابها وللفتيات بجانت بفتح خلال 2002 و2005 ورشات تعليمية ببيتها بجانت.