حاول 30 جزائريا ومغاربيا من تونس والمغرب الفرار من السجن الإيطالي الواقع في مدينة ميلانو، وهذا بعد إخبارهم بتمديد مدة إقامتهم إلى 60 يوما آخر، في ليلة السبت إلى الأحد، فما كان على النزلاء المهاجرين سوى التمرد على موظفي السجن وخلق حالة من الفوضى والصراخ والتكسير، قابلته مقاومة شديدة من قبل الحراس الذين استعملوا كل وسائل الوقاية من أي إصابات في صفوفهم. وقد استمرت عملية التمرد قرابة خمس ساعات، من منتصف الليل إلى غاية الخامسة صباحا، عندما تم تهدئة النفوس من خلال تدخل الشرطة التي أحكمت على الوضعية، حسب ما أفادت به تقارير إعلامية أمس. وقد بدأ تمرد السجناء بعد محاولة فاشلة قام بها عشرات النزلاء للهروب من السجن خلال فترة الزيارة. وأوضحت تقارير أن 60 نزلاء آخرين شاركوا في أعمال الشغب، ودخلت السلطات في مفاوضات مع قادة الشغب الذين يطالبون النزلاء بعدة أشياء، منها إلغاء تمديد فترة الإقامة لمدة شهرين آخرين، إلى جانب نقل بعضهم لسجون أخرى حيث يفضل معظمهم البقاء معاً. وكان كل شيء قد بدأ بعد إخطارهم بتمديد الاحتجاز إلى 60 يوما بالنسبة لأولئك الذين سبق أن مكثوا في السجن لمدة شهرين، حيث اشتبك السجناء مع الشرطة وأضرموا النيران، وحملوا العصي والقضبان الحديدية التي حصلوا عليها من خلال تدمير الأسرّة، وهذا حسب شهادة أحد السجناء التي تحدث عن طريق الهاتف إلى مصادر إعلامية ايطالية. وفي ذات السياق تفيد نفس المراجع أن المتمردين دمروا 40 سريرا وكسروا 22 صنبور مياه وقد لحقت الأضرار بالممتلكات، حيث بلغت أكثر من 100 ألف يورو. كما لحقت الأضرار بحمامات الأرض وتدمير الأسرة وهدم الأسوار وبعدها صعدوا على سطح المبنى في محاولة منهم للفرار. وبعد هذه الأحداث تم تحديد واعتقال بفضل صور نظام كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة تونسي ومغربي حيث اتهما بالتخريب والنهب، حيث بات من المرجح الآن أن يمكثوا في السجن ما بين ثمانية و 15 عاما. وقد أصيب بعض المهاجرين بجروح طفيفة ورضوض في اليد، ليست بسبب رجال الشرطة، كما ذكرت نفس المراجع، وإنما للفوضى الحاصلة والوسائل المستعملة وتأتي هذه العملية الثانية بعد تلك التي حدثت العام الماضي في أكتوبر، حيث كانت هناك محاولات لفرار السجناء المغتربين على وجه الخصوص، وتمكن 40 تونسيا من الفرار وتم اعتقال 21 آخر بتهمة مقاومة الموظفين العموميين والإصابة وإلحاق الضرر والدمار والنهب وعشرة جرحى بينهم جنود من كتيبة سان مارك وضباط الشرطة وتعد أعمال التمرد التي قد تسفر عن سقوط ضحايا من الأمور الشائعة هناك، شأنها في ذلك شأن محاولات الهرب وتهريب المخدرات وإساءة معاملة النزلاء على أيدي الحراس.