حاول مساء أول أمس، شابان جزائريان الانتحار بمركز بونتي غاليريا، المخصص للتعرف على هويات المهاجرين غير الشرعيين قبل ترحيلهم، بالعاصمة الإيطالية، روما، وذلك بمحاولة شنق نفسيهما بواسطة حبل مربوط إلى سقف غرفة الاحتجاز. ونقلت وسائل إعلام إيطالية بالعاصمة روما، أن الشابين الجزائريين أقدما على محاولة الانتحار بعد ورود اسميهما في قائمة تضم حوالي 15 جزائريا معنيين بعملية الترحيل نحو الجزائر، المقررة اليوم، وقد تم نقل أحد الشابين على جناح السرعة إلى مستشفى قريب بالعاصمة روما لخطورة وضعه، في حين أصيب الجزائري الثاني بالتواء في كاحله، بعد مطاردته من قبل أعوان الحراسة أثناء محاولته شنق نفسه، وبقي ملقى على الأرض لفترة طويلة قبل مجيء الإسعاف، حسب ما أكدته المصادر ذاتها. وأفاد شهود عيان بأن المركز عرف في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، وصول أربع سيارات مصفحة لقوات الشرطة الإيطالية، وعلى متنها العشرات من أعوان الأمن لأجل تطويق المكان والحيلولة دون حدوث انزلاق للوضع أثناء عملية الترحيل، التي ستمس الحراڤة الجزائريين والتونسيين والمغربيين. وبحسب ما أورده راديو “أوندا روسا” المحلي، الذي تمكن من نقل شهادات نزلاء مركز احتجاز المهاجرين السريين، فإن الوضع داخل المركز كارثي إلى أبعد الحدود، خصوصا ما تعلق بالاكتظاظ، وكثرة المشاحنات والصدامات التي صارت متكررة بشكل ملفت بين النزلاء وأعوان الحراسة. وكان نفس المركز قد عرف قبل خمسة أيام، حركة تمرد جماعية قادها 15 حراڤا جزائريون انتهت بتوقيف 10 جزائريين، وفرار 5 آخرين، والذين لم تعثر عليهم الشرطة إلى حد الآن، كما أفاد شهود عيان إيطاليين وفق ما يردده الشارع المحلي، بأن النزلاء يعاملون كالحيوانات ويجبرون على النوم أرضا كالكلاب.