تطبع سهرات الشهر الفضيل بمنطقة البيبان كما هو الحال بالماين جعافرة أو أولاد حلة وباقي المشاتي والبلدات الريفية الأخرى الواقعة شمال ولاية برج بوعريريج مظاهر التراحم والتضامن ممزوجة ببساطة لا متناهية بعيدا عن ضجيج وصخب المناطق الحضرية في المدن الرئيسية لولاية برج بوعريريج . وإذا كانت مدن الولاية محظوظة بما تحظى به من برامج يجرى إعدادها سلفا من قبل المسئولين المحليين لقطاعات الثقافة والشؤون الدينية والنشاط الاجتماعي فإن المناطق الريفية تتحدى دوما عزلتها خصوصا في هذا الشهر الكريم بتعزيز مشاهدة برامج التلفزيون والمحافظة على طقوس التواصل وجانب البساطة والهدوء المرتبط بخصائل إيمانية قوية يظل يتمسك بها الجميع ولا سيما كبار السن منهم إذ تنسجم كلية مع قيم وأهداف شهر الصوم المبارك. وفي أجواء من الصمت المطبقة على المنازل ''المتناثرة هنا وهناك'' بعد الإفطار يمكن تخيل ذلك الالتئام البهيج للعائلات بجميع أفرادها ''وبعد الانتهاء من آخر الأعمال المنزلية'' حول جهاز تلفزة يشكل جانب التسلية الوحيد المتاح للنساء اللواتي يمنحهن قدرا من المرح و الغبطة في متابعة المسلسلات أو الحصص الدينية. ومن البديهي أن تمنح زيارات عائلية أو للجيران تلك النكهة الخاصة التي تعبق سهرات رمضان من خلال تبادل الحديث والاطمئنان على أحوال جميع المعارف في أجواء التراحم والتكافل الاجتماعي والبساطة أيضا . أما بالنسبة للرجال فإن أهم مقصد لهم خلال السهرات الرمضانية يظل بالتأكيد هو المسجد بغية أداء جماعي لصلوات التراويح تجسيدا لوصف رمضان بكونه شهر القرآن بامتياز . ولا يتردد هؤلاء ومنهم الكثير من الشباب في إطالة السهرة في الابتهال لله تعالى والدعوة إليه وقراءة القرآن وحتى استشارة إمام المسجد بخصوص بعض المسائل الدينية. وفيما يفضل البعض ممن أمضوا عملا شاقا طيلة النهار الخلود إلي النوم تحسبا لليوم الموالي يقضى آخرون وغالبيتهم من الشباب وقت سمر ممتع في لعب '' الورق'' أو ''الدومينو'' مع أصدقاءلهم متأسفين لغياب أي نوع من التنشيط الفني في تجمعاتهم الريفية.