خلقت حالة تحويل 8 أشخاص قدموا من البقاع المقدسة بعد أدائهم لمناسك العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان من مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة إلى مستشفى القطار المتخصص بمعالجة الأوبئة، والذي تعمل به مخابر خاصة تعمل على تحديد طبيعة الفيروسات، شكوكا تصب في خانة إصابة ذويهم بفيروس ''أتش وان أن وان'' لأن أعراض مرضهم متطابقة تماما مع أعراض انفلونزا الخنازير من حمى مرتفعة جدا مصحوبة بتقيؤ وسعال. وحسب ما استقيناه من عائلات المصابين فإن العائدين إلى الجزائر ظهرت عليهم كل أعراض الأنفلونزا مباشرة بعد قدومهم إلى الجزائر، وما كان على عائلاتهم سوى نقلهم إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي أين تم تحويلهم على وجه السرعة، حيث لم تمض دقائق قليلة بعد المعاينة إلى مستشفى القطار بباب الوادي، وقد استغربت العائلات كيفية منعهم من رؤية الأهل حيث تم إحاطتهم بسياج طبي محكم في بداية الأمر خوفا من انتشار الفيروس وسط الأهل. وأكدت عائلات المصابين ل ''الحوار'' أن زيارة ذويهم لا يكون إلا عند أخذ كل الاحتياطات اللازمة من ارتداء للكمامات الطبية وعدم الاقتراب من المريض. وحسب ما أفادت به عائلات المصابين فإن الأعراض ظهرت على ذويهم مباشرة عند وطئهم لأقدام الوطن، واستغربت في هذا الشأن عدم تمكن الكشف عنهم في المطارات التي من المفروض أن تكون جهزت بالكاميرات الحرارية الكاشفة التي تم تنصيبها عبر كل موانئ ومطارات الوطن. وطغت موجة قلق وتخوف كبيرة لدى عائلات المصابين الذين أخذوا يترددون على الصيادلة بحثا عن اللقاح المضاد للزكام العادي بنية أنه سيحميهم من انتقال عدوى فيروس أنفلونزا الخنازير ''إتش1 إن.''1 إليهم خاصة وأن المصابين قد دخلوا البيت قبل أن يغادروه إلى المستشفى. ديوان الحج: الأعراض لم تظهر على المعتمرين في البقاع من جهتها أكدت مصادر من ديوان الحج والعمرة أن أعراض الأنفلونزا لم تظهر في البقاع المقدسة، وإلا لتكفلت بها البعثة الطبية التي ترافق المعتمرين والتي خصصت هذه المرة لأول مرة لمجابهة هذا الداء، حيث خصص فريق طبي يتكون من 3 أطباء يقومون بمتابعة الحالة الصحية للمعتمر بصفة دورية خاصة الأعراض التي تشابه داء أنفلونزا الخنازير موضحة أن الأمر يتعلق بيد وزارة الصحة اليوم. وكانت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد أخطرت جميع مديريات الصحة الولائية لتشديد الإجراءات الوقائية ومعايير المراقبة لمنع انتشار الوباء بعد تأكد دخوله لأرض الوطن عن طريق ''حالة وافدة''، كما استعجلت الوزارة عملية تنصيب الكاميرات الحرارية بالمراكز الحدودية من مطارات وموانئ ورفع درجة الاحتياط والوقاية إلى درجة مرتفعة جدا. ويصل عدد المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير إلى 47 حالة بعد تسجيل أربع إصابات خلال الشهر الجاري، ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة إلى الآن. وزارة الصحة تنفي من جانبها وفي محاولة منا الاستفسار عن حقيقة إصابة المرضى القابعين في مستشفى القطار، نفت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات تلك الأنباء، مؤكدة أنها لم تسجل أية حالة إصابة بداء أنفلونزا الخنازير في صفوف المعتمرين الذين عادوا إلى الديار، ما عدا ثلاث حالات تكفلت بهم السلطات الصحية السعودية، وعادوا إلى أهلهم وذويهم أصحاء معافين، حيث أنه لم تسجل أية حالة إصابة في صفوف المعتمرين العائدين إلى أرض الوطن، مذكرة على لسان أحد إطارات الوزارة في اتصال مع ''الحوار'' أمس أن العدد الإجمالي للمصابين بهذا الداء متوقف عند الرقم 47 جلهم قادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا، مفندا الأنباء التي تتحدث عن إصابات في صفوف المعتمرين العائدين إلى أرض الوطن.