كشف الأمين العام لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد السلام شاكو عن الشروع منذ تاريخ أمس في تنصيب 55 كاميرا حرارية عبر الموانئ والمطارات وكل النقاط الحدودية البرية للتعرف على المسافرين المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير القادمين من دول مختلفة، وفي سياق متصل توقع المتحدث ارتفاع عدد المصابين بفيروس »أش 1 أن 1« بالجزائر وذلك حتى نهاية شهر أوت المقبل بالنظر إلى حركة الهجرة التي تشهدها هذه الفترة. تصريحات عبد السلام شاكو جاءت على هامش اليوم الإعلامي التكويني الذي نظمته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لفائدة مختلف وسائل الإعلام حول وباء فيروس »أش 1أن1 «، حيث أكد أن الدولة الجزائرية اتخذت كل الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين من هذا الوباء، مشيرا إلى تجهيز كل المطارات والموانئ والمراكز الحدودية للقطر بكاميرات قياس الحرارة وعددها 55 كاميرا لتشخيص الحالات المصابة بفيروس »أش1أن1« في وقتها وتفادي انتقال العدوى إلى بقية المواطنين. وكشف المتحدث في هذا الصدد عن وجود 31 مركز مراقبة و102 مصلحة مرجعية حول الأنفلونزا تتكفل كلها بالكشف المبكر والتحاليل الفيروسية، وأوضح الأمين العام لوزارة الصحة قائلا » الفيروس أمامنا ومن غير المستبعد عدم تفشيه خلال الموسم الشتوي وهي الفترة التي وصفها بالمناسبة لانتشار الأنفلونزا الموسمية بجانب الفيروس الجديد «. وفي هذا الصدد حذر الدكتور شاكو من الموسم الخريفي القادم الذي يتزامن مع الدخول المدرسي، في وقت تبقى فيه فئتي الشباب والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، مع العلم أن الكثير من الغموض لا يزال يحيط بهذا المرض لحد الساعة. الأمين العام لوزارة الصحة لم يغفل الحديث عن المهمة الإعلامية ودورها الوسيط في نقل المعلومة السليمة للمواطن بما يخدم المثلث القائم الذي يجمع الصحافة، الرأي العام والسلطة، ليؤكد أن تبليغ المواطنين عن آخر المستجدات حول تطور فيروس أنفلونزا الخنازير يجري بطريقة متواصلة وشفافة مع الالتزام بالتكتم حول خصوصية المرضى المصابين احتراما لحياتهم الشخصية وعملا بقواعد المهنية والاحترافية. أما فيما يتعلق بالتدابير المتخذة للتكفل بالحجاج، فقد تقرر إرسال فرق طبية مدعمة لتأطير الحجاج والمعتمرين على حد سواء، وستكون هذه الفرق الطبية مزودة كذلك بقائمة من الأدوية للتكفل بأي إصابات خاصة بأنفلونزا الخنازير، أما فيما يتعلق بقرار المملكة السعودية القاضي بمنع الأشخاص الذين يتجاوز سنهم 65 سنة من أداء مناسك الحج، فإن القرار في حال تطبيقه سيكون ملزما لجميع الدول باعتبار أن السعودية هي من تمنح تأشيرات الحج وبالتالي سيكون لها الحق في تحديد قائمة الحجاج. أما الدكتور فوزي درار أخصائي في علم الفيروسات بمعهد باستور الجزائر فقد تطرق إلى أعراض الفيروس والتحولات التي يمكن أن تطرأ عليه، مؤكدا بأن هذا الوباء مس خاصة شريحة العمر 20-29 سنة في العالم، وأشار إلى عدد المصابين بالجزائر والبالغ 16 حالة وقال إنهم يمثلون شريحة العمر 30-39 سنة، منها 14 حالة مستوردة وحالتين محليتين، كما أن 10 حالات من بين 16 حالة مرت بمطار الجزائر الدولي. وتطرق الدكتور كمال أيت أوبلي مختص في علم الأوبئة بمديرية الوقاية بوزارة الصحة من جهته إلى مختلف الأعراض التي يمكن من خلالها التأكد من الإصابة وهي الأعراض السريرية والوبائية والبيولوجية، وشرح الدكتور مختلف الإجراءات التي يجب إتباعها للوقاية من الفيروس وفي مقدمتها احترام قواعد النظافة. ويرى من جهته الأستاذ عاشور بوعمران من مستشفى القطار أنه رغم رفع منظمة الصحة العالمية حالات الطوارئ إلى المرحلة السادسة (6) نظرا لانتشار الفيروس عبر العالم، إلا أن الوضعية تبقى حسبه غير مخيفة لأن فيروس »أش 1أن1« لم يتسبب حتى الآن إلا في وفاة أربعة أشخاص لكل ألف مصاب في حين وصلت الوفيات بالنسبة لأنفلونزا الطيور المعروفة بفيروس »أش 5أن1« إلى معدل 50 بالمائة . وقال المختص لا يمكن التنبؤ بالفيروس حتى الآن، حيث أنه بإمكان جائحة أنفلونزا الخنازير أن تتطور أن إلى حالات حادة وخطيرة إذا استمر الأمر على هذا المنوال، ودعا الأستاذ بوعمران إلى الحيطة واليقظة لأنه رغم وضع مخطط وطني لمكافحة الوباء والتنظيم المحكم الذي سطرته الجزائر لا يمكن لهذا التنظيم مهما كان نوعه أن يتصدى أو يخفض من الوباء بصفة مطلقة. وأكد الدكتور بوعلام شرشالي من مديرية المصالح الصحية بالوزارة على أن الجزائر حضرت نفسها للتصدي للوباء قبل إعلان منظمة الصحة العالمية عن المرحلة الخامسة منه، مشيرا إلى المخطط الوطني وتنظيم موسمي العمرة والحج . وركز بدوره الأستاذ محمد غرينيك رئيس مصلحة الإنعاش والتخذير بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا على دور وسائل الإعلام في تنسيق العمل مع خبراء الصحة واحترام الجانبين لقواعد المهنة . وقال الأستاذ غرينيك إن التعامل مع المعلومات خلال الكوارث وانتشار الأوبئة غير ذلك الذي يقدم خلال الأوقات العادية مؤكدا على ضرورة تزويد المواطن بمعلومات صحية وافية بعيدا عن حالة الذعر .