تثير حوادث المرور التي تسببها السيارات والشاحنات التي تعبر أمام بوابات المدارس الرعب في نفوس الأولياء مع كل دخول مدرسي، وقد سجلت ذاكرة العديد منهم صورا لحوادث مأساوية ذهب ضحيتها أطفال بعد خروجهم مباشرة من المدارس، وهو ما دفع بالأولياء الى دق ناقوس الخطر لإيجاد حل للموت الذي يترصد ابناءهم كل يوم. أكثر ما يرعب أولياء التلاميذ عند كل دخول مدرسي هو حوادث المرور التي أصبحت على مدى السنوات الماضية تشكل هاجسا فعليا جعل الأولياء يفكرون في الطريقة المثلى التي تمكنهم من إيصال ابنائهم الى المدرسة وإعادتهم منها دون ان يصيبهم أي مكروه. والمثير للانتباه ان العديد من المدارس الجزائرية تقع بواباتها مباشرة في الطرق العامة، وهو ما تسبب في الكثير من الحوادث التي راح ضحيتها أطفال أبرياء لم تتمكن الممهلات ولا إشارات المرور المحذرة من التقليل من حوادث المرور التي تقع أمام أبواب المدارس الابتدائية والمتوسطة كل عام، وهو الامر الذي دفع جمعيات أولياء التلاميذ الى دق ناقوس الخطر بما ان الامر لم يعد استثناء وجميع المدارس على المستوى الوطني تعاني من هذا المشكل، وقد ابتدعت كل منها طرقا للتخفيف من حوادث المرور كعدم صرف التلاميذ وقت الخروج دفعة واحدة لتجنب ركضهم امام بوابة المدرسة وعند قطع الشارع او تكليف حارس المدرسة بتوقيف السيارات الى حين عبور الاطفال الشارع، وإلى غير ذلك من الحلول التي ساهمت في التقليل من الحوادث لكنها لم تمنعها بشكل كامل. تلاميذ تحت عجلات الشاحنات شهدت المدارس الابتدائية عدة حوادث سير كان ضحيتها أطفال خرجوا لتوهم من المدارس، وهو ما وقع في السنوات الماضية في عدة نقاط من الوطن. ومثال على ذلك ما شهدته مدرسة حمادي الجديدة الابتدائية التي تقع بوابتها مباشرة في طريق ولائي يربط بين بلديتي ''حمادي'' ببومرداس و''مفتاح'' بالبليدة، حيث يعج الطريق بالشاحنات والحافلات. وقد شهدت المدرسة عدة حوادث مرور خلفت قتلى في صفوف الاطفال المتمدرسين هناك وقد بلغ عددهم في السنة الماضية ثلاثة أطفال احدهم كان مقبلا على امتحان السنة الخامسة والثانية طفلة في الطور التحضيري كانت تهم بقطع الشارع للالتحاق بوالديها في الجهة المقابلة، أما الطفل الثالث فقد توفي بعد أن صدمته شاحنة في اليوم الثالث لالتحاقه لأول مرة بالمدرسة. وقد دفعت هذه الحوادث الأسر في المدينة الى رفع درجة التحذير من هذه الحوادث التي أرهبت الأسر ودفعتهم الى البحث عن وسائل كفيلة بتجنيب أبنائهم الموت الذي يترصدهم أمام أبواب المدارس كل يوم. تسييج البوابات للتقليل من الحوادث لجأ العديد من القيميين على المدارس الى البحث عن حلول ترقيعية لتجنيب التلاميذ الحوادث المختلفة التي تقع خارج بوابة المدرسة، فبين استعمال الممهلات التي تجبر السائقين على خفض السرعة الى تغيير بوابات الخروج وفتحها على الأحياء الضيقة ان أمكنهم ذلك او الاستعانة بالشرطة وأعوان الأمن لتسهيل خروج التلاميذ. ففي ابتدائية الورثلاني بحي بوسحاقي بباب الزوار بالعاصمة، لجأت ادراة المدرسة الى تسييج الرصيف المحاذي للباب بقضبان حديدية تمنع وقوف التلاميذ في الطريق خاصة أن بوابة المدرسة تقع في مفترق طرق سجل في السنوات الماضية عدة حوادث خطيرة، وقد لاقت الفكرة ارتياح أولياء التلاميذ خاصة وأنها ساهمت الى حد كبير في التقليل من حوادث المرور. وفي هذا الخصوص تقول السيدة نورة من باب الزوار إن أكثر شيء كان يرعبها هو وقت خروج أبنائها من المدرسة خاصة وأن التلاميذ يتدافعون ويتسابقون لعبور الشارع، وهو ما يمنعهم من مراقبة الشارع جيدا والانتباه لوجود السيارات وهو ما يزيد من وقوع حوادث المرور التي تتسبب في مصرع وإعاقة العديد من الاطفال كل عام، لذلك اعتقد ان على كل ادراة التفكير في طريقة تمكنها من المحافظة على سلامة تلاميذها وتجنيبهم الحوادث.