أثار قرار شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي عزمه منع ارتداء النقاب في المعاهد الأزهرية ردود فعل قوية في الشارع المصري. وفي الوقت الذي وصف فيه أزهريون قرار شيخ الأزهر بأنه ''سليم'' بدعوى أن النقاب لا مبرر له في ظل أن الأزهر لا يسمح بالاختلاط، وصف إسلاميون القرار بأنه ''حرب على الإسلام '' يقودها شيخ الأزهر لصالح العلمانيين، واعترض حقوقيون على القرار مؤكدين أنه يتعارض مع الحريات الشخصية. وقد أصدر الأزهر بحسب موقع ''العربية.نت'' قرارًا بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد التابعة له، تاركًا خيار ارتدائه خارج الفصول الدراسية أمرًا شخصيًّا، وذلك بعد أن فوجئ شيخ الأزهر خلال جولة تفقدية للمعاهد الأزهرية، بطالبة أزهرية في الصف الثاني الإعدادي ترتدي النقاب في الفصل. فما كان منه إلا أمرها بخلع النقاب قائلاً إن ''النقاب عادة وليس عبادة''... وعندما امتثلت الطالبة لأوامر الشيخ وخلعت نقابها وكشفت عن وجهها، قال لها الشيخ ''أمال لو كنت جميلة كنت عملت إيه''. وهو ما استفز إحدى المدرسات التي تصادف وجودها بالفصل، فقالت له إن الفتاة لم تخطئ ولم ترتكب ذنبًا بارتدائها النقاب، و''إن الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل''. فرد عليها الشيخ طنطاوي الذي تجاوز الثمانين عامًا، بالقول ''أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي''. وقال محمد عبد العزيز واصل، وكيل شيخ الأزهر ل إيلاف''، إن موقف شيخ الأزهر من النقاب ومنعه داخل المعاهد الأزهرية له مبرر ويهدف إلى صالح العملية التعليمية ولا يتعارض في الوقت نفسه مع الدين. ويعتبر شيخ الأزهر النقاب من العادات المستوردة وليس له مكان في الشريعة الإسلامية، وأن مثل هذه الأفكار بعيدة كل البعد عن أصول الدين ومنهجه، ويفترض في الأزهر مدرسة الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلو والتشدد.