أعلنت الحكومة السويسرية توقيع تركيا وأرمينيا اتفاقا تاريخيا لتطبيع العلاقات بين البلدين في مدينة زيورخ وسط تظاهرات شعبية حاشدة شارك فيها آلاف الأرمن. بعد عقود من الخلاف الناشئ بسبب ما يعرف بمذابح الأرمن إبان الحكم العثماني في الحرب العالمية الأولى. وقالت الخارجية السويسرية -التي تتوسط بين البلدين الجارين- إن وزيري خارجية تركيا أحمد داود أوغلو وأرمينيا إدوارد نالبانديان سيوقعان بروتوكولين لإنشاء علاقات دبلوماسية وفتح الحدود بينهما. وسيحضر مراسم توقيع الاتفاق وزراء خارجية كل من الدولة المضيفة سويسرا ميشيلين كالمي راي والولايات المتحدة هيلاري كلينتون وفرنسا برنارد كوشنر، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافاروف. ومن المتوقع أن يعود هذا الاتفاق بمكاسب على كلا البلدين، حيث يتوقع أن يساعد إبرام المعاهدة تركيا في محاولتها الانضمام للاتحاد الأوروبي وتعزيز رغبتها في مزيد من النفوذ في منطقة القوقاز، في حين ترى أرمينيا في الاتفاقية تحسينا لاقتصادها وفرصة للتقرب من الغرب. لكن الاتفاق التاريخي ليس سوى خطوة في عملية طويلة سيعرض خلالها الاتفاق على برلماني البلدين لإقراره كي يصبح ساري المفعول. ويتوقع عدم تسرع حكومتي البلدين في تبني المعاهدة بسبب المعارضة الداخلية رغم امتلاك الحكومتين أغلبية برلمانية. وتواجه القيادة الأرمينية انتقادات داخلية بسبب سماحها بتشكيل هيئة لدراسة المذابح التي ارتكبت إبان العهد العثماني بالاتفاق مع تركيا، حيث تظاهر آلاف الأرمن في شوارع العاصمة يريفان احتجاجا على توقيع الاتفاق، ورددوا شعارات تقول ''لا تنازلات للأتراك''. وتقول أرمينيا إن 1.5 مليون شخص من مواطنيها قتلوا بشكل ممنهج إبان فترة الحكم العثماني خلال عامي 1915 و,1917 لكن تركيا تنفي ارتكاب أعمال إبادة وتعتبر التقديرات الأرمينية لعدد القتلى مضخمة. كما تشكل قضية إقليم ناقورني كارباخ الذي انفصل عن أذربيجان مطلع التسعينيات بدعم أرميني قضية قد تعوق تطبيع العلاقات بين أنقرة ويريفان، حيث أغلقت تركيا الحدود مع أرمينيا عام 1993 دعما لحليفتها أذربيجان التي تربطها بها علاقات قوية تركيا وأرمينيا وتوقعان اتفاقا تاريخيا.