تظهر التقارير الدورية لمصالح الدرك الوطني تراجع تجارة واستهلاك وحيازة المخدرات بشكل لافت للغاية، حيث تفيد تلك التقارير بتراجع الكميات المحجوزة من المخدرات عبر التراب الوطني، ففي إطلالة دقيقة على بيانات مصالح الدرك يظهر جليا أن نشاطات الاتجار بالمخدرات تراجعت تراجعا ملحوظا مقارنة مع السداسي الأول من السنة الجارية أين تم حجز حوالي 34 طنا من المخدرات. والملاحظ حسب نفس التقارير أن تجارة المخدرات التي شهدت انتعاشا في السداسي ألأول تراجعت تراجعا ملحوظا بسبب عدة عوامل من المرجح أن تكون لمراقبة المهربين السبب الأول في تقلصها. ويأتي هذا الأمر حسب ما تفيد به مصادر من القيادة العامة للدرك الوطني بسبب أن الجزائر عمدت إلى وضع نظام مراقبة صارم يتمثل في كاميرات رقمية متطورة تكشف تحركات المهربين حتى في الليل، منذ قرابة 6 أشهر الماضية وضعت على طول الحدود الغربية إلى جانب تعزيز تواجد قوات الدرك الوطني والجمارك، إلا أن تلك العصابات لا تفتأ تجد الوسيلة لتمريرها عبر الحدود. ويأتي هذا الأمر في وقت أكدت فيه القيادة العامة للدرك على لسان أحد قيادييها أنها بالمرصاد لعمليات التهريب خصوصا في الجهة الجنوبية للوطن. ويأتي هذا الانخفاض المحسوس في تجارة واستهلاك وحجز الكيف المعالج بسبب تكثيف عمليات البحث عبر الشريط الحدود الغربية خصوصا بعد الكمية الكبيرة التي يقذفها البحر في الأشهر القليلة الماضية بشواطئ ولاية عين تموشنت، إضافة إلى الكميات الكبيرة المحجوزة من تلك الحدود، حيث أخذت واستحدثت عدة آليات جديدة من أجل الحد من انتشار رواج التجارة وتهريبها إلى الجزائر خاصة في ظل استعمال المهربين وسائل مختلفة مثل اعتمادها على سيارات رباعية الدفع وقوارب الصيد الصغيرة والكبيرة لجلبها على طول الشواطئ بعيدا عن عيون حرس الحدود، من أجل تمرير المخدرات عبر الطرق دون لفت الانتباه، والمساهمة في التجارة التي تجني من ورائها تلك الشبكات أموالاطائلة. وكانت السواحل الجزائرية على غرار عين تموشنت قد عرفت حركة غريبة للمخدرات التي بدأت تطفو على المياه تباعا، انطلاقا من شهر أفريل الماضي، لتنتقل العدوى هذه المرة إلى وسط البلاد أين تم العثور على كميات رماها البحر ببومرداس، فيما انتقلت زراعة القنب الهندي إلى غرب الجزائر بعدما كانت لا تتعدى حدود المنطقة الصحراوية خاصة بأدرار، كما كانت النداءات التي وجهتها قيادة الدرك الوطني عن طريق الإذاعات المحلية للسكان والصيادين للتبليغ عن أي مخدرات يتم اكتشافها ''للحيلولة دون وقوعها في أيادي أشرار''، خاصة وأن مصالحها قد كثفت مؤخرا من عمليات البحث عبر الشريط الساحلي للجزائر خصوصا بعد الكمية الكبيرة التي قذفها البحر بداية الصائفة الماضية بشواطئ ولاية عين تموشنت وبومرداس.