ما الذي حدا برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى إخراج سمكة أفريل حتى تنطلي على الفلسطينيين والأجانب، حتى يخيل للمرء وكأن جبهة جديدة للصمود والتصدي لقرار الاستقالة الذي لوح به أبو مازن على اعتبار أن مسيرة الرجل في بدايتها، وأن تصفية عفوا القضية الفلسطينية في حاجة إليه. لأنه من الغريب حقا أن تجتمع باريس والرباط وتل أبيب وواشنطن ومصر على قلب رجل واحد يترجى الرئيس محمود عباس العدول عن نيته في عدم الترشح لولاية ثانية على رأس دويلة على الورق أكلها الداخل والخارج، وتجعل من المواطن العربي الغبي من أمثالي يتساءل عن الضمير العالمي الذي صحا مع عباس، وخفت مع ياسر عرفات، بل تآمر الجمع على القضاء عليه وإسكات صوته إلى الأبد بعد اعتباره مسألتي القدس واللاجئين خطا أحمر دونه نزع ما تبقى من السروال المهلهل والمثقوب من كل جهة. وكان الأحرى بالرئيس عباس البحث عن أمر آخر أو حيلة أخرى للضغط على حكومة العدو الصهيوني والمبشرين بالسلام على صيغة الاستسلام للعدو، لأن هذه الهبة الغريبة من شذاذ الآفاق لثني عباس عن عزم التنحي دلالة على أن الرجل يرقص بامتياز على أنغام الصهاينة، والدليل ''آلولو''. وما درى الرجل أنه بتصرفاته التي لن يغفرها له التاريخ قد كرّه الناس في اسمه، وألبس حركته لبوس الخيانة رغم الماضي المجيد لحركة فتح في المقاومة والكفاح من أجل القضية المحورية في العالم الإسلامي والعادلة إنسانيا. والحمد لله أن الرئيس الراحل صدام حسين قد فارق الحياة، وإلا لطالب بتغيير أسماء صواريخه التي كان يقصف بها تل أبيب ليستغني بصفة نهائية عن اسم ''العباس'' بأثر رجعي، لأن الفرق شاسع بين قصف الصهاينة وحرق السراويل الداخلية للقضية الفلسطينية على الطريقة العباسية الجديدة.