انتقد المخرج والممثل المسرحي التونسي منصف السويسي، احد أهم رواد المسرح التونسي، أيام قرطاج المسرحية التي قال إنها ''فقدت بريقها'' وتم ''التلاعب بمبادئها''. والسويسي الذي تكرمه الدورة الرابعة عشرة لهذا المهرجان العربي الإفريقي العريق من مؤسسي أيام قرطاج المسرحية التي أدارها مدة عشر سنوات. وقال لوكالة فرانس برس ''رغم أن جملة الأحلام التي انطلقت منها فكرة أيام قرطاج المسرحية كانت اكبر منها ،ورغم أنها ولدت عملاقة وحدثا يشد الانتباه ما يجعله علامة مضيئة ومشاعة في سماء المهرجانات الدولية تراجعت اعتبارا من العام 1989 وشمل الانحدار كل فقراتها''. وعزا ذلك إلى ''إزاحة هذه التظاهرة العريقة من مشمولات المسرح الوطني الذي يضم فريقا متكاملا ومتجانسا وتكفلت بها الإدارة المسرحية في وزارة الثقافة''. وأشار السويسي إلى تعيين المسؤول عن المهرجان من قبل الإدارة خلال فترة قصيرة تسبق انطلاق التظاهرة، معتبرا أنها ''مدة لا تليق ولا تكفي إطلاقا لإعداد مهرجان يحترم نفسه''. وتابع ''لقد تم العبث بالنظام الداخلي للمهرجان ومبادئه وأصبح كل مدير دورة يتفنن في برنامج الأيام حسب مقاييس يختارها، وكأن المهرجان ملكه الخاص''. وأكد السويسي انه ''كان بإمكان أيام قرطاج المسرحية أن تكبر وتحقق الأحلام لو أننا كنا موضوعيين وناكرين للذات''. وأضاف ''برأيي وجهت الضربة الأولى لكيان المهرجان مع إلغاء قسم الهواية والتتويج والاقتصار على التكريم مع أنهما أمران مختلفان في نظام المهرجان''. وانتقد بشدة أيضا حذف حلقات النقاش التي كانت تلي العروض والمسابقة الرسمية احد ركائز المهرجان، معتبرا انه ''أمر غير مقبول بالمرة''. وأثار إلغاء قسم المسابقة من أيام قرطاج المسرحية للدورة الثالثة على التوالي جدلا واسعا في تونس. غير أن مدير المهرجان محمد إدريس رد على منتقديه قائلا إن ''أيام قرطاج المسرحية على غرار أهم المهرجانات في العالم حجبت الجوائز لان فكرة التفاضل ولى أمرها''. وتكرم أيام قرطاج المسرحية إلى جانب السويسي 26 ممثلا ومخرجا من تونس و13 مبدعا عربيا من بينهم الممثل السوري اسعد فضة والمخرج الفلسطيني جورج إبراهيم واللبناني زاهي وهبي والإماراتي عبدالله راشد والمغربي زبير بن بوشتي والعراقيان رائد محسن وفوزية عارف.