تزايد اهتمام مختلف الصحف السودانية بالحدث الكروي الذي جمع المنتخب الجزائري ''الخضر'' مع نظيره المصري لتصفيات التأهل إلى كأس العالم ,2010 وركزت في معظمها على الجانب التكتيكي للمباراة وكذا استعداد السلطات المحلية لحفظ الأمن عقب نهاية اللقاء. وقصد التخفيف من وطأة النتيجة النهائية التي جمعت الخضر بالفراعنة في ملعب نادي المريخ بأم درمان، طلبت هيئة علماء السودان على خط المواجهة الكروية المثيرة من جموع السودانيين التزام الحياد وتقديم السكن والطعام لمشجعي البلدين. ونقلت جريدة ''الوطن'' السعودية بأن الرئيس عمر البشير قد أصدر توجيهات للجهات المختصة ببذل كل الجهود من أجل إنجاح مباراة فريقي مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم، فيما اصدر والي الخرطوم قرارا أعلن بموجبه اليوم عطلة لمدارس ولاية الخرطوم. وأبدى البشير عن سعادته باختيار الخرطوم أرضاً للمباراة الفاصلة بين المنتخبين معربا لدى لقائه البعثتين الإداريتين للمنتخبين أمس عن أمله في أن تخرج المباراة بصورة تؤكد تلاحم الأمة العربية، وقال إن الرياضة تجمع ولا تفرِّق وتسهم في دعم أواصر الصداقة بين الشعوب. وأضاف ان الخرطوم تمثل رمزا جديدا لانصهار الأمة العربية والأفريقية تجسيدا لوحدتها دون الدخول في صراعات كروية بين جميع الأطراف بما فيهم المتبارون والبلد الحاضن للحدث، بحيث تناسى السودانيون عشية مباراة مصر والجزائربالخرطوم خلافات الشراكة السياسية، وحولوها صراعات رياضية بعد أن صار السودان طرفاً ثالثا في الصراع بين الجزائريين والمصريين، فانقسم إلى نخبة تشجع القاهرة، وغالبية تقف مع الجزائر. غير أن جريدة ''الوطن'' تطرقت إلى تباين معظم الكتاب الصحفيين ورؤساء الأندية وأقطابها إلى أحد الطرفين، فهناك جانب مع المنتخب الجزائري وأخر مع المصري ، فقد بعث رئيس مجلس إدارة صحيفة ''الخرطوم'' الباقر أحمد عبد الله رسالة إلى نجلي الرئيس المصري جمال وعلاء مبارك يؤكد فيها وقوف الإعلام والسودانيين إلى جانب الفراعنة، فيما كتب رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة مصطفى أبو العزائم أن السودان أرض غير محايدة لأن السودانيين يدعمون أشقاءهم المصريين في شمال الوادي، وتغزل بعض الكتاب في المدير الفني المصري حسن شحاتة ومقدراته. لكن الكاتب الصحفي دينق قوج اختلف مع بقية النخب وأعلن صراحةً وقوفه إلى جانب الأخضر الجزائري، وقال ''من الطبيعي أن أشجع الفريق المصري وذلك للدور الذي لعبته مصر في مناصرة حركات التحرر الإفريقية والآسيوية إبّان الاستعمار، وكذا حتى مناصرة مصر للحركة الشعبية لتحرير السودان والدعم المقدم لها سريا وعلنيا، لكن رغم ذلك سأشجع الجزائر لوقوف مصر ضد حق تقرير المصير لجنوب السودان، ولاحتلالها لمنطقة حلايب الحدودية ولتعامل المصريين باستعلاء تجاه السودانيين.