قبيل ساعة من انطلاق مقابلة الكرامة والفصل الجزائر-مصر (كأس العالم 2010) تتجه الأنظار صوب ملعب نادي المريخ بمدينة ''أم درمان'' توأم الخرطوم حيث أخذ المناصرون الجزائريون أماكنهم مما غمر المدرجات بالألوان الوطنية. وفتحت الفدرالية السودانية لكرة القدم المكلفة بتنظيم المقابلة 16 بابا في الملعب لاستقبال آلاف المناصرين الجزائريين الذين أضفوا طابعا جزائريا على شوارع المدينة بأغانيهم و رقصاتهم المعبرة عن قوة الانتصار و أمل اللقاء بالنخبة العالمية في جنوب إفريقيا. وقد سجل نفس الحماس بشوارع مختلف المدن عبر العالم لاسيما في باريس حيث اكتسى حي باربيس حلة جعلته أشبه منه بالجزائر العاصمة بمناسبة هذه المقابلة. المناصرون يجولون الشوارع و الطرقات هاتفين ''معاك يا الخضرا'' غير مستغربين ذلك الشعور الذي باتوا يتقاسمونه مع مئات الملايين من مواطنيهم في الجزائر العاصمة و وهران و عنابة و بجاية وغيرها من مناطق البلد. فهذا الحي الباريسي أضحى بمثابة مقياس لدرجة الحماس التي تسود الأجواء في مناطق أخرى تتواجد بها الجالية الجزائرية لاسيما مرسيليا و ستراسبورغ و مونبيلي ونانت و ليل أو ليون. ولقد اتفقت جمعيات الأحياء أو مجموعات الأصدقاء من أجل التلاقي في القاعات و المقاهي أو المطاعم لمتابعة المقابلة معا. وحسب الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية وحيد بوعبد الله فإن ما مجموعه 52 رحلة تم برمجتها لنقل المناصرين الجزائريين الذين قرروا الانتقال الى الخرطوم. كما أوضح أن سبع رحلات قد تم تسجيلها يوم أمس الأربعاء فقط من خلال نقل 1842 مناصر. كما أشار قائلا ''لقد كسبنا الرهان حيث أنها المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يتم فيها تجند الجميع في هذه الشركة الوطنية (الخطوط الجوية) (...) دون المطالبة بتعويضات عن الساعات الإضافية''. ومن جانب آخر فإن هذا التنقل الجماعي للمناصرين الجزائريين أعطى دعما إضافيا لنفسية اللاعبين كما أكد على ذلك اللاعب رفيق صايفي. أما رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة فأشار قبل المباراة إلى أن اللاعبين ''على أتم الاستعداد'' لخوض هذه المقابلة و ''كلهم عزيمة على الفوز في الميدانس. كما أعرب المدرب الوطني رابح سعدان هو الآخر عن ''تفاؤله'' وهو ما كان والحمد لله مشيرا إلى أن ''هذا اللقاء سيختلف عن لقاء القاهرة'' مؤكدا أن ''كل اللاعبين استعادوا قواهم وأن الفريق مستعد لخوض المعركة الأخيرة''.