شباب باش جراح يعبرون عن فرحتهم بالدموع والزغاريد شهدت مختلف أحياء بلدية باش جراح فرحة كبيرة بعد الفوز الذي حققه المنتخب الجزائري، حيث ما إن انتهت المباراة حتى خرجت كل العائلات الجزائرية صغارا وكبارا فعمت زغاريد النساء وحتى الرجال، إلى جانب الأغاني المتنوعة والمشجعة للمنتخب الوطني أرجاء السماء. وما زاد من فضولنا وقادنا إلى التحدث مع بعض المشاركين في الاحتفال الوطني هي دموع الرجال الذين لم يصدقوا الفوز الذي حققه المنتخب الجزائري بعد أن رفع رؤوس الجزائريين من جهة أمام المنتخب المصري الذي عاملهم بطريقة حقيرة وأدخلهم عالم المونديال للمرة الثالثة من جهة أخرى، كما عمل على إقصاء المنتخب المصري من المونديال. وعبر السكان عن فرحتهم بمسيرة ترأسها الجنس اللطيف الذي خرج إلى الشارع لتتويج الفرحة، حيث فضلت بنات وسيدات باش جراح الخروج سيرا إلى أوساط أحياء البلدية بالزغاريد التي علت في أماكن مختلفة، مع ترديد الأغاني التي تغنى بها فنانونا الجزائريون، ناهيك عن الرقصات المتبادلة بين الفتيات والنساء دون اكتراث لأحد، خاصة وأن الفرحة لم تسع قلوبهم، ناهيك عن ارتفاع الأعلام الوطنية التي رفرفت عاليا والرسومات التي تزين بها السكان على وجوههم فهناك من رسم العلم الوطني ومنهم من رسم النجمة والهلال ليثبتوا الروح الوطنية التي كانت مخنوقة في أعماقهم. المناصرون رافقوا ''الخضر'' بالدعاء والدموع طيلة المباراة أمام الفرحة التي حققها المنتخب الجزائري عجز بعض المناصرين عن التعبير عن فرحتهم، حيث لم يجدوا تعبيرا آخر غير الدعاء والدموع منذ انطلاق المباراة الحاسمة لغاية الدقيقة الأخيرة، التي حررت الأنفاس المكتومة في أعماقهم مؤكدين أنها دموع الفرحة التي غابت عن وجوه الجزائريين لمدة طويلة، مضيفين في ذات السياق أن كرامة الجزائري التي داس عليها الفراعنة هي السبب الرئيسي في الانتصار الذي توقعه جل الجزائريين.ولم يتمكن المناصرون كتم فرحتهم وسط أحياء بلدية باش جراح فحسب، بل انطلقوا بسرعة تفوق 100 كلم في الساعة ليصلوا إلى العاصمة وضواحيها، حيث لم تتوقف الأغاني والأناشيد الوطنية إلا بعد مرور الساعة الثالثة صباحا.وما زاد من جمال تلك التتويجات المسنين الذين أبوا البقاء داخل بيوتهم، حيث أكد البعض منهم أن يوم 18 نوفمبر بمثابة اليوم المشهود والتاريخي الذي حققه أشبال سعدان، مؤكدين أنه يوم مشابه لاندلاع ثورة نوفمبر ويوم الاستقلال الذي حققه الجزائريون المجاهدون يوم 5 جويلية ب ''ذراعهم'' كما يقال تجهيزات في الموعد: مفرقعات، شماريخ، وبذلات بألوان العلم الوطني للصغار لم يتأخر ولم يتوان سكان بلدية باش جراح عن تجهيز أطفالهم الذين أرادوا زرع الروح الوطنية فيهم من خلال التتويج المحقق واليوم المشهود، حيث قام الكثيرين منهم بالسير ليلا يتغنون بالأناشيد الوطنية، رافعين أياديهم إلى السماء وشاكرين الله على هذه الفرحة التي حضروا لها منذ أسبوع بمجهوداتهم الخاصة، كما عبر هؤلاء الأطفال عن الفرحة عن طريق الرقصات التي اختلفت بين الواحد والآخر. من جهتهم بعض السكان لم يتمكنوا من الخروج إلى شوارع البلدية التي اختنقت، إلا أنهم عبروا عن فرحتهم من خلال الزغاريد والتكبير ورمي المفرقعات والشماريخ بمختلف الأحجام والأشكال لتجميل سماء العاصمة إعلانا منهم للأفراح والليالي الملاح، إضافة إلى الأغاني المختلفة التي دوت في بيوت الجزائريين. مناصرو المنتخب الوطني يؤكدون .. دم الضحايا لم يذهب سدى أكد المناصرون القاطنون على مستوى بلدية باش جراح أن التحضيرات والمظاهرات التي قاموا بها لم تذهب سدى، مؤكدين أنهم لم يتوقعوا الخسارة أمام الفراعنة الذين داسوا كرامتهم يوم 14 نوفمبر، مدركين في ذات السياق أن دم الشهداء الذين كانوا ضحية عدد من المتعصبين المصريين لن يتحول إلى ماء، ولم يذهب أبدا سدى، بل أكدوا أنه تم استرجاع حق الدم الذي هدر فوق أرض مصر بطريقة حضارية رفعت رأس الجزائريين من جهة وأطفأت النيران المشتعلة بقلوب عائلات الضحايا، حيث أكد أحد المناصرين ليومية ''الحوار'' أن الدم الذي تدفق في أرض مصر تم استرجاع كرامته فوق أرض السودان، أين تم التتويج بالهدف الذي أثبت الرجولة والكفاءة واللعب المتقون الذي أثار حيرة الفراعنة الذين اعتبروا الفوز حليفهم، ولكن حرقة الجزائريين من جهة والفريق الوطني من جهة أخرى ساهمت في تحقيق الانتصار الذي كان منتظرا من طرف كل سكان القطر الجزائري.