بدت شوارع ولاية الجزائرالعاصمة منتصف ظهيرة أمس وإلى غاية الساعة ال 14.45 زوالا، خاوية على عروشها، حيث خيم على أرجائها السكون وميزتها قلة تنقل الأشخاص باستثناء أعوان الأمن، الذين تجندوا كالعادة لأداء مهامهم وتدخلاتهم التي ترتفع خلال الأيام المناسبتية والاستثنائية. كما أعلنت المحلات التجارية مقاطعتها للبيع خلال هذا التوقيت بسبب المباراة المونديالية التي جمعت منتخبنا الوطني ''الخضر'' بنظيره السلوفيني على أرضية ملعب ''موكابا'' بمدينة بولوكواني في الجولة الأولى للمجموعة الثالثة لكأس العالم. حيث أجلت نشاطها التجاري إلى ما بعد انتهاء المباراة ومنها من أجلته إلى شعار آخر ''غدا''، حتى يتسنى لمناصري الفريق الوطني مشاهدة منتخبهم وهو يتألق في كأس العالم بعد حرمان دام 24 سنة. في ذات السياق شهدت أمس مختلف بلديات العاصمة حركة مرورية ثقيلة من أجل تتبع المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري مع نظيره السلوفيني، حيث امتنع التجار الفوضويون عن البيع، مؤكدين أن هذا ''اليوم مقدس'' بالنسبة للجزائريين الذين انتظروا المونديال بقلوب كلها فرح وأمل، خاصة بعد أن حصل المنتخب الجزائري على تأشيرة المونديال التي كادت أن توقف قلوب الجزائريين. باعة ''باش جراح'' يقاطعون نشاطهم التجاري الفوضوي أكد التجار الفوضويون أنهم لا يمكنهم القيام بعملهم اليومي مهما كان، حيث سيناصرون منتخبهم الوطني لآخر لحظة وهو يخوض المونديال أمام أشهر الفرق الرياضية المعروفة على مستوى العالم، مؤكدين في السياق ذاته أن المنتخب الجزائري يستحق الفوز الذي حققه لدخول المونديال ولا يزال يستحق الفوز أمام هذه المنتخبات التي باتت تنظر إلى منتخبنا أنه منتخب عاجز، ولكن أجمع مختلف التجار على أن الكلام الحقيقي فوق الميدان وليس باللسان. من جهتهم أكد التجار أن المواجهات ستكون صعبة أمام المنتخبات التي سيواجهها منتخبنا، إلا أن الثقة التي لمسناها في هؤلاء التجار اتجاه فريقهم الوطني كبيرة جدا، حيث أكد سمير أحد التجار أن هذا الفريق يستحق المناصرة أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعدما دخلنا عالم المونديال بعد 24 سنة. حركة جد ثقيلة اتجاه سوق ''مولود برينيس'' لم يعتد سكان باش جراح على الهدوء والسكينة إلا أيام عيدي الفطر والأضحى، أين يفضل التجار قضاء مثل هذه المناسبات وسط أهاليهم، ولكن العدوى خلال أيام إجراء التظاهرة الكبرى التي نظمتها جنوب إفريقيا، حيث عرف سوق برينيس إقبال عدد معتبر من المستهلكين، في حين لا يوجد ولا امراة خاصة وأن الطريق المؤدي إلى السوق الموازي وسوق برينيس يشهد حركة كبيرة للنساء اللواتي لا تهدأ حركتهن إلا في حدود الساعة الخامسة. الأعلام الجزائرية تغطي العمارات لم يتوان الخضر عن مناصرة منتخبهم الجزائري، حيث زين سكان بلدية باش جراح العمارات بالأعلام الجزائرية وتحولت الأحياء إلى أحمر وأبيض وأخضر، كما قام البعض منهم بصبغ وجوههم بالألوان الوطنية، إضافة إلى الأطفال الذين تزينوا بالألوان داعين الله عز وجل أن نحقق نتائج إيجابية مرددين وان تو تري فيفا لالجيري، ناهيك عن السيارات التي أرعدت الأحياء وحولت ذلك الهدوء إلى عرس قبل العرس الحقيقي في حالة تحقيق النتيجة الإيجابية التي يحلمون بها أمام الخصم الذي يعتبر صعبا، إلا أنهم يثقون في الفريق الوطني الحيوي. وما زاد الحلة جمالا تلك الزغاريد المتصاعدة من شرفات العمارات. ساحة الشهداء الأولى حضورا في احتفال المونديال أكبر البلديات تحضيرا للاحتفال مع الفريق الوطني ساحة الشهداء التي لا يتأخر سكانها عن الخروج إلى شوارع العاصمة حاملين الشماريخ وتفجيرها بالشوارع، إضافة إلى الزغاريد من طرف الشباب الذين يرقصون ويغنون ويهتفون، كما أنهم يرتدون الألوان الوطنية معبرين عن توحدهم أمام البلدان المشاركة في المونديال، مؤكدين أن الجالية والمناصرين المتواجدين بجنوب إفريقيا سيبهرون الدول الأوربية مثلما فعل بألمانيا في مباراة المنتخب الجزائري مع نظيره الإيرلندي في مقابلته الودية.