لو أعادت إسرائيل احتلال منطقة طابا ، كما كانت قد فعلت قبل التوقيع على اتفاقية كامب ديفد ، لما تجرأت وسائل الإعلام المصرية على رشقها بهذا الكم الهائل من السب والشتائم والاتهامات كالذي وجهته دون أدنى حياء ضد الجزائر حكومة وشعبا، فقط بسبب مزاعم عن تعرض أنصار الفريق المصري لاعتداءات بالخرطوم ، وهو ما نفت حدوثه أكثر من جهة بما فيها سفير القاهرة بالسودان . ولكن حتى وان أتقنت القنوات الفضائية المصرية بإيعاز من ولي العهد جمال وعلاء مبارك ، فإن إدارة الحملات الدعائية وفقا لنظرية غوبلز '' إكذب . . إكذب .. حتى يصدقوك '' ، إلا أنها نسيت أو تناست بأن العالم تحول إلى قرية صغيرة بفعل العولمة ، قد تكذب فيه بعض الوقت لكن ليس طول الوقت ، وهو حال الإعلام المصري الذي وجد نفسه ينفخ في '' قربة '' مثقوبة ومع ذلك يطالب بالزبدة وأموال الزبدة . ولما فشل الإعلام المصري في جلب أنصار لأطروحته الكاذبة وعدم قدرته التسويق لها خارجيا بعدما تبين له ، أن لا الفيفا ولا الهيئات الرياضية الإقليمية والجهوية ولا حتى الرياضيين الدوليين المؤثرين في الرأي العام يتعاطون ايجابيا مع سيناريو الاعتداءات الوهمي الذي نسجته مخابر جمال وعلاء مبارك ، تسعى القاهرة الى إقحام أكثر من جهة ، على غرار الجامعة العربية والسودان وليبيا ، على أنهم يريدون القيام بوساطة بين مصر والجزائر لإنهاء ما تروج له وسائل الإعلام المصرية ب '' الأزمة '' . فهل توجد حقا أزمة في العلاقة بين البلدين؟. إذا كان البعض يرى بأن هناك أزمة ، فهي موجودة في مصر وليس في الجزائر لسبب بسيط ، أن الجزائر لا شيء شغلها عن الاحتفال بالفوز الباهر والتأهل لمونديال جنوب إفريقيا الذي حققه أشبال رابح سعدان . كما أن الاحتفالات لم تتوقف الى غاية اليوم وهو دليل على أن الجزائر لم تتأثر قط بالمهاترات المصرية . كما أن مصر هي التي سحبت سفيرها من الجزائر وليست الجزائر ، وهو في العرف الدبلوماسي ، يضع القاهرة تحت الضغوط ويجعلها تتحمل المسؤولية ، عن كل الخطوات التي تتبع ذلك . وبين هذا وذاك كسبت الجزائر الى صفها دولة أخرى ، وهي السودان ، كانت إلى غاية يوم 18 نوفمبر ، تعتبرها وسائل الإعلام المصرية محسوبة على أطروحات القاهرة ، قبل أن يتبين بأنها مظلومة بمثل الظلم الذي سلط عليها في قضية دارفور . ومثلما يقال الثورة مثل القطة عندما لا تستطيع أن تستمر تبدأ في أكل أبنائها ، وهو ما نشاهده يوميا ، بحيث بدأ منشطو الحملة المصرية ضد الجزائر يتبادلون التهم ويطلقون النار على بعضهم البعض والبقية ستكون فضيحة ب '' جلاجل '' .